Random Post

Test I

نور الدين شوقي – زايو سيتي نت ميز عبد السلام بن ميس ،وهو باحث في العلوم الفلسفية،بين مستويين مستوى الإسم اللسني الذي أعطاه الأمازيغيون لأنفسهم ومستوى الأسماء التي نعتوا بها ،متسائلا عما إذا كان إسم “الأمازيغ” أو “البربر” إسمان نعتوا بهما أم هم الذين سموا بهما أنفسهم .ذالك فكلمة برباروس هي نعت ،وليس بإسم يطلق على شعب ،إما أنهم غرباء أو هم من الغرب .وقد تم إطلاق إسم “الماروي” على الرومان ،بمعنى الغربيون ،فهي نعوت وليست أسماء أصلية توحي إلى الشعوب .نفس الشيء في ربط الأمازيغي بالأمازيغية ،إذ لا يمكن ،في إعتقاد الباحث بن ميس ،القول بأن الشعب الذي كان يتحدث الأمازيغية إسمه الحقيقي الشعب الأمازيغي ،فهو إستدلال خاطئ بالنسبة إليه .ويبقى أن كلمة أمازيغ واردة في نصوص تاريخية في حين أن كلمة “بربر” لم ترد في نصوص هيرودوت نفسه وأن الذين أطلقوا كلمة”بربر” على سكان شمال إفريقيا هم اليونان والتي تعني الغرباء وليس فيها ما هو قدحي ،حيث كان ينعت كل ما هو غير يوناني بالغريب.

test II

نور الدين شوقي – زايو سيتي نت ميز عبد السلام بن ميس ،وهو باحث في العلوم الفلسفية،بين مستويين مستوى الإسم اللسني الذي أعطاه الأمازيغيون لأنفسهم ومستوى الأسماء التي نعتوا بها ،متسائلا عما إذا كان إسم “الأمازيغ” أو “البربر” إسمان نعتوا بهما أم هم الذين سموا بهما أنفسهم .ذالك فكلمة برباروس هي نعت ،وليس بإسم يطلق على شعب ،إما أنهم غرباء أو هم من الغرب .وقد تم إطلاق إسم “الماروي” على الرومان ،بمعنى الغربيون ،فهي نعوت وليست أسماء أصلية توحي إلى الشعوب .نفس الشيء في ربط الأمازيغي بالأمازيغية ،إذ لا يمكن ،في إعتقاد الباحث بن ميس ،القول بأن الشعب الذي كان يتحدث الأمازيغية إسمه الحقيقي الشعب الأمازيغي ،فهو إستدلال خاطئ بالنسبة إليه .ويبقى أن كلمة أمازيغ واردة في نصوص تاريخية في حين أن كلمة “بربر” لم ترد في نصوص هيرودوت نفسه وأن الذين أطلقوا كلمة”بربر” على سكان شمال إفريقيا هم اليونان والتي تعني الغرباء وليس فيها ما هو قدحي ،حيث كان ينعت كل ما هو غير يوناني بالغريب.

Test

Test

World News

Entertainment

كتيبة الملثمين تنفي لصحراء ميديا مقتل قائدها خالد أبو العباس (بلعوار)

بواسطة : آفر برس بتاريخ الخميس، 28 يونيو 2012 | 4:03 م

مصادر إعلامية تداولت مقتل (بلعوار) أثناء اشتباكات مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد بغاو

نفى الحسن ولد اخليل، المسؤل الاعلامي لكتيبة الملثمين في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، ما تداولته بعض وسائل الإعلام بشأن مقتل خالد أبو العباس المعروف بمختار بلمختار (بلعوار) خلال الاشتباكات التي تشهدها مدينة غاو منذ صباح الأربعاء.

الحسن ولد اخليل نفى في اتصال مع صحراء ميديا بشكل قاطع المعلومات التي تحدثت عن مقتل زعيم كتيبة الملثمين في إمارة الصحراء، وفقا لما تم تداوله بشأن تعرض بلعوار لإصابات بالغة في الصدر أدت إلى مقتله خلال اشتباك مع كتيبة من الحركة الوطنية لتحرير أزواد يقودها العقيد السابق في الجيش المالي بونا أغ الطيب الذي قتل أثناء الاشتباكات يوم أمس الأربعاء.

وفي سياق متصل أكدت مصادر شديدة الإطلاع بمدينة غاو لصحراء ميديا أن 22 سيارة تابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وصلت اليوم الخميس إلى مدينة غاو كتعزيزات للجماعات الإسلامية التي اشتبكت مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد.

هذا وقد أكدت مصادر مطلعة لصحراء ميديا أن الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير أزواد بلال أغ الشريف تعرض يوم أمس الأربعاء لإصابة بليغة نقل على إثرها إلى العاصمة البوركينابية واغادوغو، التي تبعد 400 كلم فقط من غاو.

وكانت الجماعات الإسلامية قد أعلنت صباح اليوم الخميس بسط سيطرتها الكاملة على المدينة والمنطقة العسكرية التي كانت تتمركز فيها الحركة الوطنية لتحرير أزواد.

www.saharamedias.net

إسلاميون يعلنون سيطرتهم الكاملة على شمال مالي

باماكو (رويترز) - أعلن إسلاميون على صلة بتنظيم القاعدة يوم الخميس أنهم تمكنوا من تحقيق السيطرة الكاملة على شمال مالي الصحراوي بعد يوم من قيامهم بطرد الطوارق الانفصاليين حلفائهم السابقين من بلدة جاو في معركة بالأسلحة قُتل فيها 20 شخصا على الاقل.

وسوف يزيد هيمنة إسلاميين على انتفاضة انفصالية من جانب متمردي الحركة الوطنية لتحرير أزواد -الذين يعتبر الغرب ان لهم مظالم سياسية مشروعة- المخاوف من ان تصبح مالي ملاذا للمتطرفين.

وأصبحت جماعة أنصار الدين وحلفائها مثل الحركة من أجل الوحدة والجهاد في غرب أفريقيا تهيمن على بلدة كيدال بشمال البلاد ومدينة تمبكتو وهي موقع تجاري قديم بعد طرد القوات الحكومية أثناء تقدم المتمردين في ابريل نيسان.

وقال مسؤول من جماعة أنصار الدين في تمبكتو "رجالنا يسيطرون على كل المدن الثلاث في شمال مالي."

وأضاف وهو يشير الى معركة جاو "إنهم (متمردو الحركة الوطنية لتحرير أزواد) لاذوا بالفرار وقررنا عدم ملاحقتهم ... كل ما يمكنني قوله هو انهم ليسوا حتى على مشارف المدينة."

وقالت الحركة الوطنية لتحرير أزواد ان قواتها قامت بانسحاب تكتيكي في جاو يوم الاربعاء ونفت تلميحات بأنها خسرت المعركة.

وقال المتحدث باسم الحركة الوطنية لتحرير أزواد موسى الطاهر "في الوقت الراهن بعض وحدات الحركة المتمركزة على حدود أزواد تتراجع لتخليص مدينة جاو بالكامل من المجموعات الاسلامية التي ترهب السكان."

وجاءت هذه المعركة في نهاية اسابيع من التوتر بين الحركة الوطنية لتحرير أزواد واسلاميين محليين ساعدوها في تحقيق السيطرة على شمال مالي بعد رحيل القوات الحكومية في أعقاب انقلاب 22 مارس اذار.

وقال مجلس الامن التابع للامم المتحدة انه مستعد لدعم تدخل عسكري من جانب دول مجاورة لمالي لمساعدة البلاد في استعادة الشمال لكنه يحتاج أولا لمزيد من التفاصيل بشأن خططها.

ومن المقرر ان يجتمع زعماء دول غرب افريقيا في وقت لاحق اليوم الخميس في عاصمة ساحل العاج ياموسوكرو في قمة لبحث الوضع في شمال مالي.

(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)

الحركة الوطنية لتحرير أزواد تخلي منطقة المطار

وكالة أخبار موريتانيا‎
أفادت مصادر مطلعة أن مقاتلي الحركة الوطنية لتحرير أزواد أخلوا بشكل كامل منطقة المطار، الواقعة على بعد عدة كيلومترات إلى جنوب شرقي مدينة تمبكتو، وذلك بعد أن تلقوا رسالة من حركة أنصار الدين الإسلامية المسلحة بضرورة إخلائه قبل مساء اليوم.

وقالت المصادر أنها توجهت إلى المطار حوالي الساعة الرابعة من مساء اليوم الخميس فوجدته خاليا تماماً من مقاتلي الحركة الوطنية لتحرير أزواد، مؤكدة في نفس السياق أن مقاتلي حركة أنصار الدين لم يدخلوا المطار الذي أصبح خاليا تماماً من أي مظاهر عسكرية.

وكان سند بو عمامة التمبكتي، مسؤول الإعلام في حركة أنصار الدين الإسلامية، قد أكد في وقت سابق من اليوم الخميس أنهم طلبوا من الحركة الوطنية لتحرير أزواد إخلاء مطار تمبكتو قبل الساعة الرابعة من مساء اليوم الخميس.

وكان عدد من مقاتلي الحركة الوطنية لتحرير أزواد يتمركزون منذ قرابة ثلاثة أشهر في مطار تمبكتو، وذلك بعد سقوط المدينة في أيديهم ودخول أنصار الدين بقيادة إياد أغ غالي إلى وسط المدينة.

وقد شهدت المدينة التاريخية التي تسيطر عليها حركة أنصار الدين حالة من الاستنفار الأمني منذ اندلاع الاشتباكات بين الحركة الوطنية لتحرير أزواد والجماعات الإسلامية المسلحة في مدينة غاو، 400 كلم شرق تمبكتو، حيث تمركزت وحدات من مقاتلي أنصار الدين عند البوابات الجنوبية للمدينة غير بعيد من المطار.

وتجدر الإشارة إلى أن حركة أنصار الدين ذات الفكر السلفي، ترفض قيام الدولة العلمانية التي تدعو لها الحركة الوطنية لتحرير أزواد، وتصر على إقامة دولة إسلامية في أزواد تطبق فيها الشريعة الإسلامية بدل القوانين الوضعية التي تعتبرها نوعاً من الكفر.

المغرب نحو دولة أمازيغية

بواسطة : آفر برس بتاريخ الثلاثاء، 26 يونيو 2012 | 3:16 م

بقلـــــم : وديـــع سكــوكــــو

قد يعتبر عنوان مقالنا هذا مستفزا بشكل أو بأخر، لبعض من أولائك الذين دأبوا على اتهام الأمازيغ بالانفصاليين و عملة الاستعمار و المطبعين مع إسرائيل...، لكن ما عليهم أن يعرفوه جيدا هو أن المغرب و المغاربة أرادوا أن يأسسوا لقطيعة مع المشرق العربي، كما فعل مع دولة الخلافة الإسلامية بالمشرق، التي حاولت تكريس تبعية المغرب لها.
هي قطيعة تتأسس يوما بعد يوم، أصبح المغاربة يدركون مدى أهميتها بل إلزاميتها، بعدما أبانت الأنظمة العربية و معها الإيديولوجيات العروبية الإسلاموية و اليسارية، عن فشلها في النهوض بشعوبها إجتماعيا، إقتصاديا وثقافيا، بل و تحريرها فكريا و سياسيا، الشيء الذي مهد بشكل أو بأخر لغليان شعبي لم تُتَوقع بدايتُه ولم تحسم نهايته بعد، سواء على مستوى شمال إفريقيا أو على مستوى الشرق الأوسط.

هذا و يمكن اعتبار ثورة الياسمين بمثابة النقطة التي أفاضت كأس الشعوب المضطهدة من طرف أنظمة الظلم و الاستبداد، بل إنها – ثورة الياسمين- ساهمت في عودة الفكر الحر و الديمقراطي، الذي يؤمن بالتعددية و الإختلاف، أكثر من ذلك كانت سببا لدول شمال إفريقيا – ليبيا، تونس، سوى، مالي، بعد المغرب و الجزائر- في التعبير عن الذات المضطهدة قرون و قرون، بمعنى أخر العودة إلى الذات الأمازيغية، وافهموها كما شئتم ...

فالمطلع على شمال إفريقيا و تاريخها الحافل بالأحداث السياسية والعسكرية ... سيدرك أن ما تعيشه المنطقة حاليا لهو أمر عادي جدا، يعيد فيه الامازيغ تحرير أنفسهم من أيادي الفكر الإقصائي، بل من الفكر المهيمن سياسيا و إيديولوجيا ... الذي كان ولا يزال معاديا لهوية الأرض الشمال إفريقية، وهو تناقض سبق لنا الحديث عنه، في تناقض لهوية الدولة (هوية عروبية - إسلاموية) مع هوية الأرض (هوية أمازيغية)، يتجاهله العديد من حاملي هذا الفكر، رافضين بذلك الاعتراف سياسيا بأن شمال إفريقيا عامة و المغرب خاصة دول - دولة أمازيغية.

إن قولنا بكون المغرب دولة أمازيغية لهو شيء مفروغ منه حقيقة موضوعية، أصبحت تفرض نفسها بشكل كبير، في إطار الإعتراف الدستوري بالمغرب دولة أمازيغية ذات سيادة أمازيغية، عوض اعتباره دولة عربية تنتمي للعالم العربي و و و ...، هذا لا يعني رفضنا أو عدائنا لكل ما هو عربي بالمشرق، بل رفضنا وعدائنا كرد فعل للعروبيين المخدرين بالفكر البعثي و الوهابي ببلادنا، لكن هذا لا يعني القطيعة مع المشارقة، بل يمكن تثمين العلاقات الأمازيغية و العربية، كما هو الحال بالنسبة للعلاقات الخارجية الأخرى بمختلف قارات العالم، وذلك في إطار إحترام السيادة الأمازيغية للمغرب و لما لا الشمال إفريقية ( دولة تمازغا ).
إن حديثنا هذا عن الدولة و السيادة الأمازيغتين، لأمر قد يدفع القارئ إلى التساؤل حول السيادة عوض الدولة، بمعنى موقفنا من السيادة الحالية أي الملكية ؟؟؟؟، وجوابنا على ذلك هو أننا نطمح إلى مغرب أمازيغي له سيادته الأمازيغية عامة، أما الملكية فما هي إلا ذلك الجزء الذي ينتمي إلى العام، و بالتالي فالمغرب عرف تاريخيا منذ قرون قبل الميلاد بكونه نظام ملكي أمازيغي، لكن الملكية الآن غير ذلك، فهي أنكرت هويتها الأمازيغية لصالح الهوية العربية، وهو أمر غير صحي بالنسبة لها، خصوصا أمام ما تشهده المنطقة الشمال إفريقية حاليا، أي عودة الأمازيغ وبقوة لإعادة الإعتبار لهويتم، ثقافتهم، لغتهم و حضارتهم الأمازيغية، و لنا في ليبيا، تونس، الجزائر إلى جانب سعي الأزواد إلى تأسيس أول دولة أمازيغية، زيادة على أمازيغ سوى بمصر، النيجر، جزر الكناري، لخير مثال على ما ندعوا إليه بالمغرب، ليبقى سؤال الملكية الحالية رهين بها ومدى وعيها بضرورة الإعتراف بهوية الأرض وتبنيها، ولن نستغرب إذا ما طرحت فكرة كون الملك محمد السادس أو غيره ملكا أمازيغيا لدولة المغرب الحالي، لكن ما نخشاه مستقبلا هو عدم إعترافه بهذه الهوية، الشيء الذي سيقابله إنكار الأمازيغ له لا محالة. هذا فيما يخص السيادة.
أما بالنسبة للدولة، فإننا نرى أن المغرب لا ينتظر إعترافا من أي كان حول هويته الأمازيغية، وذلك لأن هذه الهوية تتجلى في كل مناحي الحياة المغربية إلى يومنا هذا، وهو ما يتجاهله كثيرون من أبناء المغرب إما عن وعي أو عن غير وعي، وهذا ما دفع بالحركة الأمازيغية إلى الإنخراط في تصحيح عديد المغالطات، التي دأبت السلطة الحاكمة بمعية مجموعة من الأحزاب منذ (((الإستقلال)))، على نسجها ضد الأمازيغ، مستغلة بذلك دور التعليم، الإعلام، الإدارة، و كل ما من شأنه تخدير المجتمع المغربي، لنسيانه ذاته الأمازيغية، و ذلك في إطار سياسية التعريب.

موازاة مع هذه السياسة العنصرية الإقصائية، بدلت الحركة الأمازيغية كل مجهوداتها، مسلحة بكل ما من شأنه أن يزيل اللبس عن الهوية المغربية و الكشف عن حقيقتها، من خلال مجموعة من العلوم من قبيل: اللسانيات، الأركيولوجيا، الأنتروبولوجيا، السوسيولوجيا ... في إطار تاريخ المغرب القديم، الحديث و المعاصر. الشيء ما أفرز خطابا علميا وموضوعيا إستطاعت من خلاله الحركة الامازيغية أن تعيد سؤال الهوية الامازيغية إلى الواجهة، أي إعادة النظر في الهوية التي تتبناها الدولة المغربية، في تناقض سافر مع الذات.
هكذا نجد أن الدستور الجديد و قبله الخطابات الرسمية للدولة، ذهب في اتجاه الإعتراف بالهوية الأمازيغية لكن بشكل محتشم، إلا أن الإنفراج السياسي الذي عرفه و يعرفه المغرب، ساهم و بشكل كبير في عودة الروح الأمازيغية بشكل رسمي، نتيجة للمجهودات الجبارة التي قامت بها الحركة الأمازيغية منذ سنوات الستينات إلى يومنا هذا، الشيء الذي دفع نحو إدراج الأمازيغية في مجموعة من المجالات الحيوية، و التي نعتبر التعليم أبرزها إن لم نقل أهمها، إذ من خلاله ستستطيع الأمازيغية أن تضع نفسها، في خانة الدراسات العلمية و الموضوعية، بعيدة كل البعد عن القراءات الإيديولوجية التي دأب عليها أصحاب الفكر العروبي الإسلاموي، هذه الدراسات وبشكل تدريجي ستساهم في تصحيح المفاهيم و التصورات والمواقف للأجيال اللاحقة، منها بالخصوص تلك التي تم تعريبها، معتقدة أن هويتها هي العروبة و الإسلام، إما عن وعي أو عن غير وعي، حيث أننا نتوقع في السنوات اللاحقة تنامي الوعي بالذات الامازيغية، من لدن المغاربة الذين كانوا ضحايا سياسة التعريب، و هكذا سنأسس لطلب إجتماعي demande sociale، مفاده ضرورة الإعتراف بالمغرب دولة أمازيغية.
Wadi3.skoukou@hotmail.com

" باحسين " أو ظاهرة الفرجة الماقبل المسرح (الحلقة نموذجا )

ذ. بنعيسى احسينات – المغرب |

إن الأمم التي لا تهتم بتراثها وثقافتها تنقيبا ودراسة وتحليلا، وكذا جمعا وتصنيفا وتبويبا ومحافظة، لا يمكن أن تحقق ذاتها ووجودها، ولا يتأتى لها أن تحافظ على هويتها واستمرارها في التاريخ، كما لا يمكن لها أن تساهم في بناء الحضارة الإنسانية. فتبقى محكوم عليها بالتخلف والتهميش، مهددة دائما بالانقراض والفناء.
فتراث الأمم وثقافتها هي اللحمة التي تربط بين أجيالها المتعاقبة، والتي تحقق لها مكانتها بين الأمم، وتجعلها تحافظ على كيانها وهويتها ووجودها. فكم من تراث وكم من ثقافة ضاعت واندثرت مع الزمن، لكون القائمين عليها لم يعيروا لها أي اهتمام يذكر، همهم الوحيد المصلحة الأنانية الخاصة الآنية. هكذا نجد جل تراثنا الثقافي والفني المادي منه والمعنوي، المكتوب منه والشفهي، تعرض ويتعرض كل يوم للتلف والاندثار بشكل منهجي مقصود وغير منهجي، متروك للتسيب والإهمال. وحتى إذا ما تم جمعه أو الاعتناء به، فذلك بعد تفريغه من محتواه الحقيقي، من أجل استعماله كفولكلور للاستهلاك السياحي لا غير.
وإذا رجعنا إلى تراثنا المسرحي الارتجالي الشفوي العفوي المعروف ب" الحلقة "، الذي كان اللبنة الأساسية للمسرح الحديث والمعاصر في المغرب وغيره من بلدان شمال إفريقيا، خصوصا في بعض الساحات الكبرى كساحة جامع لفنا بمراكش مثلا، يعرف اليوم تراجعا كبيرا إن لم نقل تهميشا مطلقا دون الالتفاتة الجادة لهذا الفن الشعبي، انتقاء وتسجيلا وجمعا ودراسة وتحليلا.. وهو يتعرض كل يوم للإهمال والانتقاص من أهميته، من طرف المهتمين الذين يركضون وراء الربح المباشر والآني لا غيره، وبمنطق المنفعة الجشعة في التعامل مع هذا التراث المتنوع الغني الأصيل، الذي لا يتجاوز الاستعمال الفلكلوري الوضيع من أجل الاستهلاك السياحي المقدم للأجانب، كلوحات محنطة وبقايا تاريخ في متحف لا حياة فيه. فهو الآن في طريق التهميش، قدره الاضمحلال والانقراض.
لقد كانت " الحلقة " في القرن التاسع عشر وسيلة لشحذ الهمم والتصدي لكل أشكال الاستعمار، كما كانت أسلوبا خاصا لتمرير خطاب التحرر والاستقلال من براثن الاحتلال. فهي تعتبر تراثا مشتركا بين مختلف الشعوب الإفريقية، ومن أكثر وسائل التعبير تأثيرا في المتلقين الذين يجدون في هذا النوع من الفنون الشعبية متنفسا لمشاعرهم ولمشاكلهم اليومية وترجمة لطموحاتهم وآمالهم الكبيرة، وإن اختلفت تسمية من يؤديها، ففي المغرب وشمال إفريقيا، يطلق عليه "لحلايقي " وفي الجزائر " قوال " وفي إفريقيا السمراء " غوريو ". هذا الفن الجميل الرائع، ساهم في تأطير الناس، وتوعيتهم وتقديم فرجة غنية بالترفيه، الجامع بين الهزل والجد والفائدة، وجعلهم ينفتحون على العالم ويتعرفون على خباياه قديما وحديثا.
ف"الحلقة" في الأصل فضاء مفتوح يعتمد على ديكور طبيعي لا يتعدى رقعة داخل مساحة السوق أو الساحات العمومية التي هي مزار وملتقى عامة الناس. هذا الفضاء يتشكل في حلقة دائرية يجتمع فيها المتفرجون، لمتابعة ما يقدمه المؤدي من روايات ونكت وأشعار وعروض فنية وموسيقية وتعابير مسرحية مشوقة. وقد استطاعت الشخصيات التي تتوسط الحلقة ( لحلايقي )على مر الزمن أن تصنع من " الحلقة " موعدا أسبوعيا يلتقي فيه عامة الناس للاستمتاع بالحكايات والأغاني والعروض الترفيهية الأخاذة.

فمسرح "الحلقة " كان في زمن غير بعيد "ربيب" الخشبة الايطالية، إلا أنه يختلف عن المسرح بصفة عامة، لأنه لا يلتزم بنص مكتوب معين، ولا يتقيد بتصورات محددة بدقة للمخرج، ولا يرتبط بأية تقنيات مسرحية أخرى على مستوى الكتابة والتشخيص والإخراج والتأثيث السينوغرافي. فعروض " الحلقة " حاليا تنحو نحو شكل واحد ببطل محوري يعرف لدى المغاربة ب"لحلايقي"، غير أن المرحلة الحالية تفرض تطويرا أكبر لهذا النمط المتوارث، حيث أن الروايات الشعبية غنية بأفكارها وخيالها الخصب، وهي أساس مسرح "الحلقة " وشخصية "لحلايقي" المتفردة. وبما أن "الحلقة" جزء من التراث، فإنها ظلت على الدوام مصدر إلهام لممتهني الفن الرابع ( المسرح )، علما أن مضامين مسرح " الحلقة " تعبر عن المشاكل والانشغالات اليومية وتترجم طموحات الناس وتصور واقعهم الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي في قالب وصفي تحليلي نقدي ترفيهي. لذا فهو اليوم يحتاج أكثر من أي وقت آخر، إلى اهتمام أكبر ودراسة وتمحيص أوسع وأشمل، ليبقى سجلا و"ماركة" عالميتين، باعتباره ذاكرة شعبية بلا منازع.

في هذا الإطار، يمكن إدراج الملقب ب " باحسين " الذي يعتبر ظاهرة عصره من بين الرواد المشهورين في ساحة مسرح " الحلقة " المتنقلة عبر ربوع المملكة وغيرها، أمثال المرحوم لحسن أزايي وموحى أرحو، العملاقان في مجال المسرح الأمازيغي الارتجالي العفوي، المنتميان إلى الأطلس المتوسط ( ولماس وأزرو )، دون أن ننسى رواد هذا الفن في المغرب قديما وحديثا، الذين نسيهم التاريخ وتناسهم جمهورهم والمهتمين بالتراث المغربي والثقافة المغربية الأصيلة.
فباحسين هذا، يفوق رواد عصره والسابقين له، بأسلوبه الخاص المستفز للمشاعر غالبا، لصناعة الفرجة ولانتزاع الضحك والمرح، وباعتباره دائم التنقل والترحال، فهو بن بطوطة "فن الحلقة " في جغرافية المغرب، إذ لم يترك ساحة أو سوقا أو موسما في القرية أو المدينة دون أن يعرض فيه نشاطه المتميز، سواء في الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب أو الداخل. ف " الحلقة " في المغرب، تعد من بين الوسائل التعبيرية القديمة والحديثة التي تستمد قوتها من توظيفها للتراث الشعبي ومن تسخيرها لتراكمات تجارب وخبرات الحياة اليومية، ومن إشراكها المتلقي في المسائل التي يطرحها "الحلايقي" بشكل مباشر أو غير مباشر. فصاحبنا باحسين لا يتوانى من إقحام جمهوره في عروضه بشكل ملفت، مما يصبغ على عروضه طابع الفرجة والمرح وروح الدعابة التي تسحر الحضور، محطما في ذلك " طابو " الحشمة لأول مرة في تاريخ " الحلقة "، مستخدما في بعض الأحيان مصطلحات وأساليب جنسية ( من لحزام التحت كما يقال )، رغبة في إضحاك جمهوره رغم أنفه، ولو على حساب الأخلاق والحشمة، الشيء الذي جلب عليه النقد اللاذع وعدم الرضا من طرف فئة من بعض المحافظين وبعض محبيه، بل أكثر من هذا، لقد انفردت " حلقته " بإقحام حيوان شعبي معروف بوسيلة النقل وحمل الأثقال الذي هو الحمار، المدرب في أداء حركات وأدوار غريبة ملفتة في " حلقته " بمشاركة أحد أعوانه الذي جلب له هذا الحمار العجيب. لقد كان يعتني بهذا الحمار عناية خاصة، حيث كان يخصص له مكانا متميزا في سيارته القديمة المتآكلة، التي كان يجوب بها الأسواق والساحات عبر ربوع المملكة. لقد استلهم منه مخرج سينمائي مغربي فكرة استعمال الحمار في فيلم له، الذي لعب في بطولته الممثل المحبوب فركوس المراكشي. ويقال أن الحمار الذي مثل في هذا الفيلم هو نفسه الذي كان عند باحسين.

بدأت ظاهرة " باحسين " منذ نهاية الخمسينات إلى يومنا هذا، في مجال الفرجة أو تنشيط الأفراح أو خلق فرجة في الساحات العمومية أو الأسواق، عبر ما يسمى بمسرح " الحلقة " الانفرادي ذو الطابع الإبداعي الشعبي، في شكله التلقائي الارتجالي العفوي، الذي يسعى إلى الترويح على الناس بروح النكتة والدعابة والنقد الاجتماعي الساخر، في قالب هزلي في غالب الأحيان. فهو يعرف كيف يشد المتفرج إليه بحنكته في الحكي وسرعة البداهة وحسن وسلاسة الانتقال من موضوع إلى آخر، مع إشراكه للحاضرين دون إثارة الانتباه أو الاشمئزاز من طرف المتفرج أو الحضور. فهو يوظف ما اختبره في حياته اليومية من تجارب وخبرات ومواقف ووضعيات في قالب هزلي رائع لا يمل السامع من كلامه أبدا. بل يستشهدون بأقواله ونكته ومستملحاته الغريبة في اجتماعاتهم ولقاءاتهم، حيث تتردد اللازمات التالية: " قالها باحسن "، " هكذا يقول باحسين "، " دوزها باحسين فالسراتة حتى احمار ما كاسبو... " بمعنى أنه تمتع بركوب الخيل وهو في الحقيقة لا يتوفر حتى على حمار يركبه " دوزها باحسين فالشوى والطواجن حتى اللحم ما عمرو ما كلاه..." هذه التقابلات المتناقضة والمتنافرة تعبر عن التعارض الصارخ بين طموح الإنسان وواقعه المر. لقد كان مشهورا بهذه التقابلات الغريبة المعبرة عن واقع الطبقة الكادحة المغلوبة على أمرها، وذلك باللغتين العربية الدارجة المغربية والأمازيغية حسب المناطق أو حسب طلب الحضور، في الغالب يخلط بينهما. فقد دخل بيوت الأسر المغربية، خاصة الزمورية منها من بابها الواسع، حيث كاد أن يتحول إلى أسطورة تحاك باسمه النوادر والنكت والمغربات من الأقوال والأفعال، تتجاوز المألوف وتقتحم الطابوهات.
اسمه الحقيقي الماموني الحسين، الملقب بباحسين، من قبيلة أيت عبو التابعة لكوفيدرالية زمور بالخميسات. لم تتعرف عليه المدرسة في حياته. امتهن منذ شبابه جميع المهن الشاقة، كالعمل الفلاحي، وكمهنة حمال وغيرها. كان منذ شبابه، يدعوه الأصدقاء والرفاق لتنشيطهم، من خلال حضور حفلاتهم وأفراحهم. وقد شاع ذكره بين الناس، إذ لا يحضر حفلا أو فرحا إلا وترك بصمات أدائه المتميز، في خلق فرجة وإضحاك الحضور إلى درجة الإغماء. بعد ذلك بدأ يمتهن عمله هذا كوسيلة لكسب قوته، في الأسواق والساحات العمومية والمواسم. وهكذا اقتحم مهنة " الحلايقي " وتقديم فرجة عبر " الحلقة " من بابها الواسع. إذ وظف معه فرق من المغنيين الأمازيغين في بداية مشوارهم الفني، من الأطلس المتوسط وغيره، على التوالي، لاستكمال الفرجة وتنوعها حتى لا يمل المتفرج ويجعله سخيا مع باحسين وفرقته. ويحكى عنه حسب شهود عيان، أنه كان في موسم من مواسم مدينة الخميسات الخريفية، يشارك صباحا في فرقة " التبوريدا "، إذ كان يحسن ركوب الخيل ويملك فرسا، حتى يقال عنه من الوجهاء، لأنه كان يتمتع بعزة نفس عالية. وفي المساء يقيم " حلقته " كما هو معتاد، ويضحك الناس في مختلف الأعمار. هذه هي ظاهرة باحسين العجيبة الغريبة.
لم يسجل أعماله، ولم يستدع يوما لتقديم أعماله عبر القنوات الوطنية، لم يكتب له أن تناولته الصحافة وخصصت له صفحة ما للتعريف به وبنشاطه المتميز، لم يكن عمله هذا موضوع دراسة أكاديمية أو بحث جامعي يعرف بفن الحلقة وروادها ومساهمتهم في توعية الجماهير وتثقيفهم والحفاظ على التراث المغربي الغني والمتنوع. لم ينل حظه من الاهتمام من طرف الصحافة والباحثين والمجتمع المدني، باستثناء تكريم يتيم،مؤخرا، بسيدي علال البحراوي من طرف جمعية "إزوران " للثقافة والتنمية.
فباحسين أو المومني الحسين العبيوي لا زال يشق طريقه بتحدي وحماس منقطع النظير. لم ينل منه الزمن رغم إكراهات الحياة ومشاقها، ورغم تآكل السنين من عمره وهو يتجاوز الستين. فهو لا يعير وزنا لمشاكل الحياة وثقل السنين. فهمه أن يحيا ويضحك الناس إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، لأنه يحب مهنته ويخلص إليها بشكل كبير جدا رغم شحاحة عطائها. لقد قال في أحد أحاديثه حول المهنة: " إن الإخلاص لمهنة كيف ما كانت، تشبه إلى حد بعيد الإخلاص والطاعة للوالدين، فإن عقوقهما لا يجلبان إلا الخسارة والكساد لمرتكبيه. فنفس الشيء يحصل لصاحب مهنة، إن لم يخلص لها ويطيعها ". صحيح أنه كلما احترمت مهنتك وأخلصت لها مهما كانت بخسة أو حقيرة في نظرك، كلما منحتك العطاء الوافر والرضا والاطمئنان وعزة النفس.
ما أكثر أمثال باحسين في مغربنا الذين أعطوا الكثير ولا زالوا، رغم التهميش والتقهقر الذي أصاب مجمل الفنون الشعبية منها فن " الحلقة "، دون محاولة تطويرها وتنظيمها حتى تصمد أمام مد العولمة التي تهدف إلى قتل كل ما هو خصوصي وأصيل في ثقافة الشعوب وفنونها، باعتبارها غير منتجة ولا تخضع لقانون السوق العالمي ومنطقه المركانتيلي.
فالشعوب عندما تفقد تراثها الثقافي، تفقد هويتها وأصالتها وتاريخها. لذا لابد من العودة إلى الذات تحدوها إرادة قوية للحفاظ على مقوماتها الثقافية الأصيلة، وقيمها الأخلاقية والجمالية الخاصة دون إغفال المواكبة الحثيثة لما يجري في العالم من تطور علمي وتكنولوجي وثقافي وفني.
------------------
ذ. بنعيسى احسينات - المغرب

ترى مامصير الامازيغية في شمال افريقيا بعد سيطرة الاسلاميين على السلطة

الحسن اعبا |
ان هدا الموضوع ليس جديدا بالنسبة للحركة الامازيغية في شمال افريقيا..ان الحركتين في تناقض ثام في المدهب وفي الافكار.فشتان وشتان مابين الدي يحكم باسم الدين ويختزل جميع الاجناس المتواجدة بشمال افريقيا في جنس واحد الا وهو الجنس العروبي الاتي من المشرق بل الغريب من دلك كله ان يخلط مابين العروببة والاسلام.اما الثاني أي الامازيغي فعلماني يؤمن بتعدد الاديان والاجناس ولا يخلط بين الدين واللغة بل يستند الى التاريخ والجغرافية والواقع أي شمال افريقيا.فالاول أي الاسلامي السياسي منغلق على الغرب وعلى التقافة الغربية ويهمش المراة ويقيدها
باغلال وسلاسل من حديد واقصد حرية التفكير والتعبير والمشاركة في اتخاد القرارات وان دل هدا على شيء فانما يدل على تهميش هده المراة وخاصة بعد طلوع الاسلاميين في شمال افريقيا حيث استفادوا من الثورات التي وقعت في هده البلدان. ففي المغرب مثلا وبعد طلوع حزب العدالة والتنمية همشت المراة ولم يصبح لها وجود اكثر في قبة البرلمان ونفس الشيء حدث في تونس وسوف يحدث في مصر وليبيا ادا استحود الاسلاميين على السلطة في هدا البلد.ان الاسلاميين يعتبرون شمال افريقيا كبلدان عربية عروبية تاببعة للمشرق هدا على عكس الامازيغ الدين يستعملون شمال افريقيا
او المغرب الكبير دون تمييز عرقي كما يفعل الاسلاميين والقوميين.اما من الناحية اللغوية فالاسلامييون يعتبرون الامازيغية بانها لغة عروبية اتت من المشرق هدا على عكس الامازيغ الدين يؤكدون بان الامازيغية هي لغة قائمة بداتها ولها حروفها الاصلية..تيفيناغ..العريقة في القدم..ان ان الاختلاف مابين الحركتين واضح جدا فالحركة الاسلامية تدافع على العروبة والاسلام والثاني تدافع على العلمانية المتفتحة.وكخلاصة عامة فان الثيار الاسلامي في شمال افريقيا سيفشل بسرعة خاطفة لانه لم تكن له نظرة عامة حول المجتمع والاقتصاد والمراة..ولايمكن له ان
يساير العصر الجديد وليس له برنامجا مقنعا يلبي طموحات الشعوب.نعم ستهمش القضية الامازيغية في شمال افريقيا لكنها ستعرف نهضة لامثيل لها وستدخل في صراع حاد مع ثيار الاسلام السياسي في افريقيا.وكنتيجة للاحتقان ستضغط الشعوب على هده الانظمة التي ستعرف فشلا دريعا لامحالة.

بلادي..

بواسطة : آفر برس بتاريخ الجمعة، 22 يونيو 2012 | 10:28 ص

بنعيسى احسينات- المغرب |
بلادي..
أجمل البلدان.. بلادي
لم تعد بلادي.. بلادي..

هي سر سهادي..
بلادي.. حيرة روحي وأمجادي..

أهلي وأحبابي.. هم أوتادي..
تضاريسها.. تنطق بلغة الأجداد..
تنكر لها.. الوافدون من وراء الوادي..

بعدما كانوا لاجئين.. بعد الاضطهاد..

والطرد.. من الفردوس المفقود..
لكن.. بلادي لن تعد بلادي.

سكان بلادي.. هويتهم مزقها يد الفساد..
ثقافتهم.. تسرب إليها روح الكساد..

سياستهم.. أصابها الإفلاس في سوق المزاد..

مواطنتهم.. تآكلت بفعل البحر والحداد..

هويتنا وثقافتنا.. غربية بالرضاعة..
لغتنا.. لا شرقية ولا غربية..

نحن.. خارج التاريخ في الحقيقة..
نقطن جغرافية.. تحدها حدود..

بلا ماض.. بلا أجداد..
نحن داخل زمن الأنداد..

زمن الرذيلة والصدود..
زمن النفاق والجحود.
هموم أقليتنا.. الجاه والسؤدد..
والبحث عن المال.. والسلطة.. والمجد..

والجشع.. سلوكهم كالمعتاد..
والفساد.. لغتهم في تحقيق الأمجاد..

مصاصو دماء العباد..
يقتنصون الفرص..
للزيادة في الحصص.
همهم.. جمع الثروات ونكران القصاص..
فالوطن عندهم.. أرض بلا ذاكرة..
والمواطنون عندهم.. مجرد رعية..

يسبحون بحمدهم.. صباح مساء..

هم مجرد أرقام وأصوات.. يوم النداء1.
هكذا.. تريد لنا نخبنا..

هكذا.. يتصرف حكامنا..
هكذا.. يتحدث أعياننا..
هكذا.. يفكر أشرافنا..

هكذا.. نؤمن رغما عنا كلنا..
لا دين حقا.. يجمعنا..

لا سياسة واضحة.. تلم شملنا..
لا ثقافة أصيلة.. توحدنا..
لا لغات.. ينصهر فيها اختلافنا.

في المزاد العلاني.. باعوا تراثنا..
صلوا صلاة الغائب.. على أجسادنا..

لم تعد في الحقيقة.. تستحيي نخبنا.
هموم أكثريتنا.. لقمة العيش وقطرة ماء..

كسوة تستره.. وحذاء..
حرف.. كتابة.. قراءة.. وإملاء..
قسم.. وطاولة للأبناء..
سرير للمرضى.. والدواء..

عمل.. كرامة.. سكن.. وإيواء..
وطن.. يحكمه الشعب لا الأقوياء..
وطن.. للجميع لا للغوغاء..

وطن.. لا بيع فيه ولا شراء..

هوية.. ثقافة.. وانتماء..
لا تمييز بين الرجال والنساء.
هذا ما تريده جماهيرنا..

هذا ما يرغب فيه شعبنا..

هذا ما يطلبه مواطنونا..
هذه.. في الحد الأدنى.. مطالبنا..

لا نريد شيئا.. غير حقنا..

لا نريد نحن.. سوى ما هو لنا..
نريد دينا واحدا.. حقيقيا يقينا..

نريد ثقافة أصيلة.. تجمعنا..
نريد سياسة.. لا تفرقنا..

نريد لغات في اختلافها.. تغنينا..

نريد هوية.. تجمع شتات اختلافنا..
نريد ديمقراطية عادلة.. تحمينا.

------------------------------

بنعيسى احسينات – المغرب

الحركة الامازيغية في شمال افريقيا.النشاة والتطور.اخفاقات ورواسب... والسؤال ما العمل


بقلم الحسن اعبا |
ليس هناك أي حركة في العالم وكيف كان حجم هده الحركات بدون ايجابيات وبدون اخفاقات.فالحركة الامازيغية في شمال افريقيا كغيرها من الحركات فهي لم تاتي نتيجة صدفة او عشوائية بل لابد لها من اسس ومرتكزات اساسية تنبني عليها هده الحركة.وسوف نستعرض اهم المراحل لهده الحركة التي فرصت نفسها في شمال افريقيا ووصل صيتها الى البلدان العالمية فكيف برزت هده الحركة
في المغرب.
نعم كل الباحثين يتفقون على نشاة هده الحركة في المغرب ولقد نشات في اواسط الستينات من القرن الماضي وبالدات في سنة 1966 حيث تاسست كما يدهب اغلب المهتمين اول جمعية امازيغية والتي استطاعت ان تفرض وجودها الى الان الا وهي جمعية..البحث والتبادل التقافي..ثم ظهرت عدة جمعيات والتي لها نفس الاهداف وفي نفس الفترة في الريف وفي الاطلس المتوسط لكن في نهاية السبعينات ستظهر جمعية اخرى والتي لا تقل اهمية والتي تعمل في الايطار الحقوقي والتي كانت تسمى..الجمعية الجديدة للتقافة والفنون الشعبية والتي استطاعت ان تغير من اسمها الى..جمعية تامينوت للتقافة والفنون الشعبية التي يطلق عليها اليوم..منظمة تامينوت للتقافة والفنون الشعبية.لكن كل هدا العمل الجمعوي سيعرف تراجعا حادا في بداية التمانينات.نتيجة تلك الاحداث السياسية التي عرفها انداك كل من المغرب والجزائر حيث اعتقل العديد من المناضلين الامازيغ كما اعتقل الاستاد والمناضل الكبير..علي الصديقي ازايكو..وبوجمعة الهباز الدي ربما اغتالته المخابرات المغربية فالى حد الان لم يعرف مصير هدا المناضل الثائر.نعم لقد قلت بان الحركة او العمل الجمعوي قد عرف ركودا وتراجعا خطيرا حتى تنبا القوميين العرب والاحزاب العروبية بان الحركة الامازيغية
في المغرب قد انتهت لكن مند بداية التسعينات من القرن الماضي عادت هده الحركة من جديد بل استفادت كثيرا من الاخفاقات السابقة فدخلت الى الميدان وتزايدت الجمعيات وكثرت اللقاءات والندوات واستطاعت ان تكون لنفسها مجلسا الدي سمي..بمجلس التنسيق الدي كان يضم في بدايته ست جمعيات امازيغية التي اجتمعت باكادير واصدرت البيانات ووضعت لنفسها الاهداف المهمة التي تحقق الاغلب منها الى حد الان ولم تقتصر هده الجمعيات على دلك فقط بل استطاعت ان تخصص لنفسها مجلة او جريدة اطلقت عليها..امزداي...بالفعل ازداد عدد الجمعيات وانضم اغلبها الى مجلس التنسيق وتسبب دلك كله في انعقاد اول مؤتمر امازيغي عالمي بتافيرا او في جزر كاناريا في اواسط التسعينات كما قدم المغرب فيلما سينيمائيا..تامغارت ن وورغ..حيث صفق له الكثيرين ونال ميدالية انداك وفي اواخر التسعينات انشا..المعهد الملكي للتقافة الامازيغية الدي اصدر الان العشرات والعشرات من الابحاث والكتب والمعهد الملكي ليس مؤسسة سياسية كما يظن البعض بل هو اولا وقبل كل شيء ماهو الا مؤسسة تقافية يهتم بجمع المثن القديم والمحافظة على التراث من الضياع ويقوم بابحاث علمية وادبية وفي جميع الاصناف والتخصصات.ومن ثم عادت الحركة مرة ثانية الى الخلف.حتى اخد الكل يطرح السؤال مالعمل..او كيف نعمل..ومادا نريد..وكيف نصل..وقبل ان نخوض في الاجابة على هده الاسئلة وعندما نعود الى الوراء في اواسط التسعينات سبق للاستاد الحسن اد بلقاسم ان يجيب على هدا السؤال حيث كان يعتقد انداك بان الحركة الامازيغية ادا ارادت ان تتطور فعليها العمل بجناحين..تقافي..توسنا..وسياسي..تاسرتيت..اما الدكتور محمد حند داين..وفي احدى محاضراته بمقر تامينوت بدشيرة باكادير فانه قد شبه الحركة الامازيغية بالسلحفة نعم هي تتطور لكن ببطء وسياتي استاد اخر السيد احمد الدغريني.الدي اكد بان الاهتمام بالتقافة فقط قد ولى وادا ارادت الامازيغية ان تتطور فعلينا باحزاب امازيغية فعالة وبالفعل استطاع ان يكون حزبا سياسيا سمي..بالحزب الامازيغي الدمقراطي..لكن للاسف الشديد اقبرته الاحزاب العروبية الفاشية وبوصاية حزب عروبي الا وهو..حزب الاستقلال.
اما في الجزائر
 فان الحالة تختلف شيئا ما لان امازيغ الجزائر قد سبقوا الهاجس السياسي على التقافي ولقد شكل خطاب مولود معمري ثورة فكرية لدى امازيغ الجزائر عندما قام باول محاضرة في بداية التمانينات بتيزي ؤزو وتحدث على الامازيغ وتحمس لتقافتهم دون ان ننسى بان الجزائر عرفت في بداية التمانينات مظاهرات سلمية واطلقوا عليها..تافسوت ءيمازيغن..او مايسمى بالربيع الامازيغي انداك وشارك امازيغ الجزائر في جميع اللقاءات الدولية والوطنية وتراءسوا الكونكريس العالمي الامازيغي عدة مرات.
اما في ليبيا
ان الحرة الامازيغية في هدا البلد الامازيغي العريق قديمة ورغم ديكتاتورية واستبدادية القدافي انداك ورغم نعته للامازيغ باوصاف قبيحة فان الشريحة الكبيرة من المناضلين كانوا يشاركون في المؤتمرات والندوات وفي اللقاءات الامازيغية في الخارج بل هناك من تحمل المسؤولية في الكونكريس العالمي الامازيغي مند نشاته الى اليوم.
اما في تونس ومصر
فان الحركة الامازيغية في هدين البلدين جديدة ادا ماقونت بالدول الاخرى فلم تكن هناك جمعيات انداك ولا مؤسسات امازيغية لكن بعد الثورات التي عرفها شمال افريقيا ظهرت في تونس العديد من الجمعيات والجرائد الاكترونية رغم التعريب الدي عرفه هدا البلد.ونفس الشيء يقال على امازيغ مصر.
اما في افريقيا
واقصد هنا الامازيغ الطوارق فان الحركة الامازيغية في كل من بوركينافاصو ومالي وكدلك النيجر قديمة فقد حضر الطوارق مند تاسيس اول مؤتمر عالمي امازيغي بل شاركوا في اغلب اللقاءات التي تهم الشان الامازيغي.
وفي كاناريا
فان الحركة قديمة في هده الجزر المسيحية الامازيغية الاصل فبهم اول رئيس للكونكريس العالمي الامازيغي ونظمت في هده الجزر اغلب اللقاءات الامازيغية
وكخلاصة عامة...فان الحركة الامازيغية شانها كاي حركة اخرى التي اتت من التقافة الى السياسة.اننا ادا نحتاج كما اقول دائما الى احزاب سياسية امازيغية قوية ونحتاج الى توعية جماهرية كبيرة وخصوصا ان الامازيغ قد ناهزوا اكثر من اربعون مليون وربما اكثر من السكان.

الأمازيغية والحرب الباردة [1]

بواسطة : آفر برس بتاريخ الأربعاء، 20 يونيو 2012 | 11:08 ص

قد يستفز العنوان القارئ ويعتبره مبالغة والأمازيغية اليوم تعيش زمنا فريدا يعود بنا إلى عصر ماسينيسا وهو يحاول إثبات وجود الأهالي في فضاء قرطاج ويوغرطة وهو يناطح الرومان وميسرة يأتي بدين جديد ليواجه سياسة الميز العرقي الأموي. كلها محطات ثورية للحفاظ على الخصوصية والوجود الجماعي، تأتي خلال مرحلة التهديد الخارجي المرتبط أساسا بالوضعية السياسية والعسكرية والاقتصادية، وليس كرد على تواجد أجنبي. إذ لم ينتفض الأمازيغ ضد قرطاج إلا بعد تدهور وضع الأمازيغ في مناطق نفوذ قرطاج، ولم ينتفضوا ضد الأغريق إلا بعد تهديد أراضيهم الزراعية والرعوية. نفس الشيء ينطبق على الرومان والوندال والأمويين.
يمكن القول أن كل الانتفاضات المذكورة استبقها تعايش إلى درجة ما. فقد طُبعت المرحلة القرطاجية بالرغبة في التجارة والمرحلة الرومانية بالتعاون العسكري ضد قرطاج، ومع الوندال ضد الرومان ومع العرب ضد البيزنطيين. وبما أنه تعايش جزئي استفادت منه طبقة دون الأخرى فقد رضخ ذلك التعايش لضغوط فئة متضررة وضعيفة إلى حين اختلال موازين القوى التي ستتوج بثورة مجتمعية أخرى ستخضع لنفس قوانين المراحل السابقة.

إذا كان هذا تاريخ التفاعل المحلي-الأجنبي إلى العصر الوسيط، فكيف يمكن أن نقرأ تنامي نفوذ التوجه الأمازيغي في هذا الزمن؟ نلاحظ أن هذه المرحلة تختلف بشكل كبير عن المراحل التاريخية السابقة ويتجلى ذلك الاختلاف في التحول الديموغرافي بحيث لم يعد الأمازيغ أغلبية إثنية بعد استعراب الجزء الأكبر تحت إكراهات مجتمعية ورغبات سياسية أو دينية، وبما أن الاستعراب لم يؤدي لتناقضات طبقية تذكر، فإن التوجه الأمازيغي لن يأخذ طابع الصراع الطبقي كما حدث خلال مراحل تاريخية إلى العصر الوسيط.

في بداية نشأة الحراك الأمازيغي المسيس كان التركيز على البعد المخزني، لأن الأخير كان قد احتكر بفعالية ترويض المطالب الأمازيغية وكان ينظر للمناهظين لتلك الحقوق على أنهم أبواق مخزنية، إذ لم يكن على تلك الفئة سوى ترديد ما سبق أن سطره الفكر المخزني في خطوط عريضة هي: -البربر هم السكان الأولون للمغرب [بما يشي بأن البلد أصبح من نصيب ساكنة ثانية أو ثالثة..]. - البربر جاؤوا من اليمن [بما يجعل الحديث عن تمييز ثقافي بين العرب والأمازيغ أمرا غير ممكن]. - لم تفلح فرنسا في تجريد البربر من هويتهم العربية الأسلامية [ما يعني أن أي توجه غير عربي هو توجه مشبوه وخيانة للوطن وحنين للاستعمار]. - اللغة العربية هي لغة الدستور والأمازيغية عبارة عن لهجات والمطالبة باستخدامها غير جائز لأنه يجب أن نحترم القانون كوطنيين حقيقيين. - الأسلام هو ديننا ولايمكن السماح بالأسماء الوثنية التي حررنا منها الأسلام [وهو أمر مقبول مجتمعيا بحيث يكون قمر إسما غير وثنيا وأيور إسما جاهليا].

إذن، نحن هنا أمام حرب باردة مشرعنة قانونيا وسياسيا تتكئ على دستور شرعي، وعلم أو معرفة مدرسية وأكاديمية. وهذا ما يفسر ولادة حرب باردة بين توجه مخزني وتوجه أمازيغي دون إقحام الطابع الأثني في ذلك الصراع، وهو أمر طبيعي لأن خيوط ذلك الصراع كانت بالكاد تقتصر على النخبة المثقفة والتي غالبا ماتكون طبقة أليفة في حدائق المخزن.
لكن تنامي الحركة وثورة التواصل الأعلامي والرقمي سيدشن مرحلة أخرى ستتمحور بين قناعات متنافرة تكون أطرافها فاعلين مجتمعيين، ويتم فيه تحييد المخزن بشكل مضطرد. لقد أصبحت حربا باردة بين تركة المخزن المتمثلة في تلاميذه النجباء الذين أدركوا أن مسايرة المخزن يعود بنفع أكثر، بعكس الحراك الأمازيغي ذي الطبيعة النظالية. بالأضافة إلى تيار اقتنع بتفاهة المطالب الأمازيغية، وهو تيار ديني على العموم، يرى في اللغة العربية لغة الوحي، والأمازيغية ذكرى لحقبة وثنية. كما تربت على تمجيد الشخصيات العربية والأسلامية حتى أصبحت مقتنعة بتميز العرب.
أمام هذا الانتقال القطبي من حراك أمازيغي مقابل تناول مخزني متحكم إلى قطب أمازيغي-عربي. فأن الأدوات سوف تحتاج للمراجعة. والمقصود بالقطب الأمازيغي التوجه للجذور الأمازيغية، أما القطب العربي فهو القطب الذي يرى تارة أن جذوره عربية [في حالة من يعتقد بأصوله العربية]، وتارة بين من يرى في القومية العربية مكاسب يحسد عليها [حالة من لم يستعرب لغويا بعد].
أما الأدوات في هذه المرحلة ستأخذ منحا مغايرا، فالتوجه الأمازيغي سيستند على الشرعية التاريخية والهوياتية ونبذ التطرف الأسلامي، ويذهب البعض لانتقاد ما يسمونه الغزو العربي. في حين سيستند التوجه العربي على مايرونه تناولا نفعيا مثل عدم أهلية الأمازيغية لمواكبة التطور واحتياجها لمبالغ مالية ستثقل كاهن الشعب ودافعي الضرائب لتأدية أتعاب غرفة الإنعاش. كما رأت فيه مساهمة أخرى في تخلف التعليم وتدعوا لتعلم اللغات الهامة كالفرنسية والأنجليزية. ورأت في التوجه الأمازيغي خروجا عن الوحدة في وقت التكتلات الدولية، وإضعافا لشوكة المسلمين. وبين هذا وذاك تكثر أنصاف الحقائق التي لا يراها إلا الطرف الآخر، وتأخذ هذه الحرب الباردة بعدا مصلحيا تبرر فيه الغاية الوسيلة ويغيب في جوهر الخلاف، لأن ذلك الجوهر ليس بالجمالية التي يشتهونها.

لواء أسود الصحراء (فيديو قديم)

الآلهة التي كانت تعبد في المغرب القديم في العهد الروماني

مقدمة :
عرفت بلاد المغرب القديم التي تتضمن المغرب الأقصى والجزائر وتونس وحدة جغرافية اقتضتها مجموعة جبال الأطلس ووحدة جنسية لكونها عمرها الأهالي، الذين أطلقت عليهم تسميات مختلفة في المصادر التاريخية، التي تتميز بقلتها وندرتها. إلا إذا استثنيا البقايا المادية لتلك الحضارة الغابرة التي عرفها المغرب القديم ، فذكر المصريون أهالي شمال إفريقيا بـ "مشاوس" كما أن هناك تسمية أخرى أطلقها السكان المحليون على أنفسهم، وهي كلمة "أمازيغ" وتعني النبل والشهامة، وساهم الإغريق والرومان "البربر" وهي كلمة يطلقونها على الشعوب الخارجون على محيط الحرارة الإغريقية والرومانية. كما سموا بالليبيين والنوميديين نسبة إلى كلمة نومادوس Nomados الرومانية وتعني الرحال المتنقلون.
فبالإضافة إلى الاختلاف في اسم سكان شمال إفريقيا اختلف المؤرخون كذلك في أصلهم وهناك كتابات كثيرة في هذا الشأن. فالمؤرخون العرب في العصر الوسيط قالوا أن البربر من أصل يمني أي من العرب العاربة. ونفس التأويل سار عليه مؤرخو الاستعمار الفرنسي في القرن الماضي وبداية القرن، فأخذوا يؤكدون على أن الامازيغ أوربيو الأصل. وكان وراء هذا الموقف أهداف سياسية محضة. لكن خلال الأربعين سنة الماضية فقد عمل الباحثون بجد، واستغلوا ما توفرت لهم من الإمكانيات الإركيولوجية. والانتروبولوجية واللسانيات في إيجاد الأصل الحقيقي لسكان المغرب القديم .
ولقد نتج عن هذه الأبحاث القول أن أصل سكان المغرب القديم له صلة وثيقة بالإنسان الذي استقر بهذه المنطقة منذ ما قبل التاريخ. ومن خلال هذه النتيجة نستنتج أن الوطن الأصلي للأمازيغ هو الموطن الذي نبتوا فيه منذ مائة قرون خلت.
ولقد تطرق العديد من الباحثين الأجانب بمختلف تخصصاتهم إلى دراسة كل ما يتعلق بسكان المغرب القديم، محاولة منهم لتحديد حضارة هذا الشعب والتعريف بها. ويأتي اختيارنا لموضوع " الآلهة التي كانت تعبد بالمغرب القديم أثناء الاحتلال الروماني" لكي نساهم ولو بشكل بسيط نتوفر عليه من معرفة متواضعة في إظهار ما يمكن إظهاره من نقاط تساهم بشكل أو بآخر في بعث موضوع أصل سكان المغرب القديم وحضارتهم ودياناتهم.
إن أهمية الموضوع وتباين الرؤى بشأنه، كانت من بين الأسباب التي دعتنا لاختيار البحث فيه، فضلا عن رغبتنا في إثراء معارفنا حول المعتقدات الدينية المحلية لبلاد المغرب القديم أثناء الاحتلال الروماني، كل هذا شجعنا على المضي في اقتحام مجاهيل الموضوع، على الرغم من الصعاب التي اكتنفت طريقه.
ولعل من بين أهم الإشكالات التي طمح البحث لمناقشتها، واقتراح إجابات لها :
ما هي المعتقدات الدينية المحلية لبلاد المغرب القديم والالهة التي كانوا يعبدونها اثناء الاحتلال الروماني ؟
وهل هذه الآلهة تخصهم أم هي مستوردة ؟
ولما كانت طبيعة الموضوع هي من يملي نوع المنهج المعتمد، فقد ارتأينا أن من الأنسب لموضوع بحثنا هذا أن نجمع فيه بين عدد من المناهج المتكاملة، فأعملنا المنهج التاريخي بصدد سرد الأحداث والوقائع، والمنهج التحليلي لما يستدعي الآمر تحليل النصوص والكشف عن مكنوناتها، والمنهج المقارن على اعتبار تعدد الروايات واختلافها حول المسالة الواحدة .
واستنادا لما جاءت به الدراسات التاريخية خاصة التي تناولت تاريخ الشعوب القديمة وحضارتها. حاولنا تقسيم موضوعنا هذا إلى مبحثين :
المبحث الأول: حاولنا فيه التطرق إلى الفكر الديني في بلاد المغرب القديم والآلهة التي كانت تعبد آن ذاك والاحتلال الروماني .
أما الفصل الثاني: فتمحور حول الآلهة الرومانية التي كانت تعبد ببلاد المغرب القديم
وكان من الطبيعي أن نجمل ما توصلنا إليه من نتائج متواضعة في خاتمة هذا البحث، بالإضافة إلى الأفاق التي لا يزال يفتحها البحث في الحياة الفكرية والدينية لسكان بلاد المغرب القديم .
احتاج البحث في استمداد مادته إلى اعتماد عدد من المصادر والمراجع، التي تتفاوت الاستفادة منها تبعا لأهميتها وقيمتها، بالنسبة لموضوع البحث .
وفي الختام لا يسعنا سوى أن نتقدم بالشكر الجزيل لأستاذنا الفضل " سرحان " الذي طالما أمدنا بتوجيهاته وإرشاداته، ولا نستثني من شكرنا الأستاذ " بوكسيبة " كما لم يتأخر في إمدادنا ببعض المصادر والمراجع .
المبحث الأول

الفكر الديني في بلاد المغرب القديم والاحتلال الروماني

المبحث الأول : الفكر الديني في بلاد المغرب القديم والاحتلال الروماني :
المطلب الأول : نبذة عن الاحتلال الروماني لبلاد المغرب :
قبل التطرق إلى الاحتلال الروماني نعرج إلى شبه الجزيرة الايطالية[1] التي نشأت بها روما على يد الأخوين رومولوس و يموس حسب الأسطورة ، فقام رومولوي بقتل ريموس وإنشاء قرية باسمه[2]، وأخذت تستقر بها جماعات إغريقية وترسيكية من آسيا الصغرى وتحولت بذلك إلى مدينة فدولة قوية أخذت تتوسع على شبه جزيرة ايطاليا وتوحد قبائلها، ومر نظامها السياسي بثلاث مراحل :
ملكي " 753 – 509 ق م " جمهوري، " 509 – 27 ق م "، إمبراطوري " 27 – 476 م "[3]
وبوصولها إلى شواطئ المتوسط تعرفت على حضارات جديدة كانت تسيطر على المنطقة هما الإغريقية والقرطاجية، وبعد حروب طويلة مع هذه الأخيرة والتي عرفت بالحروب البونية " 264 – 146 ق م "أين تمكنت من الإطاحة بقرطاجة وحلت مكانها وبالسواحل الغربية للمتوسط[4]، ويمكن تقسيم تاريخ المغرب القديم على عهد الاحتلال الروماني إلى ثلاث مراحل أساسية :
العهد الجمهوري " 146 – 29 ق م "، والعهد الإمبراطوري الأول " 29 – 244 ق م "، والعهد الإمبراطوري الثاني " 244 – 429 ق م "[5] .
ففي المرحلة الأولى قامت روما بتدمير قرطاجة نهائيا، إذ قامت بزرع أرضها ملحا وتحويل أهلها عبيدا والاستيلاء على ممتلكاتها أين أصبحت تسمى بالمقاطعة الإفريقية[6] .
وخلال قرن من الزمن " 146 – 46 ق م " استولت روما على اوتيكا ولبدة وجزء من نوميديا بعد حرب يوغرطة بقيادة قيصر، حيث أقام مقاطعة ثانية تسمى إفريقيا الجديدة، وبعد وفاة ملك موريتانيا " بوخوس 33 ق م " ولم يترك وريثا للعرش قامت روما بضمها إليها[7] .
وفي المرحلة الثانية ووصول أغسطس إلى الحكم، عين على موريتانيا احد المغاربة وهو يوبا الثاني " 25 – 23 ق م "[8] وحكم بعده ابنه بطليموس حليف الشعب الروماني ضد بلده تاكفريناس " 17 – 27 م " لكن هذا الولاء لم يشفع له حيث اغتاله كاليكولا " 40 م "[9] وبوفاته تم إلحاق موريتانيا بروما بعد تقسيمها إلى قيصرية " شرشال " و طنجية " طنجة ، و ليلي "[10]. وعملت روما أثناء هذه الفترة على تطبيق سياسة جديدة هي مصادرة الأراضي من المغاربة وتحويلها إلى ملكية عمومية لروما تحت اسم أراضي الأعداء المهزومين[11] ورحلت أصحابها إلى الجبال والصحاري مثل قبائل الموسولامي المستقرة بالشمال القسنطيني وتحولت إلى قبائل بدو رحل بالصحراء[12] . وقامت روما بمسح كل الأراضي وأعادت تقسيمها إلى مربعات يصل الواحد إلى " 50.23 هكتار " وفتحت مزايدة للبيع والإيجار والمصلحة[13] وبذلك يمكن القول أن الأراضي المغاربية أصبحت مقسمت إلى : أراضي ملكية لروما، أراضي خاصة بالأباطرة، أراضي لأعضاء مجلس الشيوخ والكنيسة والفرسان، أراضي للجنود المسرحين، أراضي للمستوطنين[14] .
ولتدعيم وتعزيز هذه السيطرة قامت بإنشاء خطوط عسكرية عرفت بخطوط الليمس[15] والذي أقيم ما بين القرنين الأول والثالث ميلادي، لحماية مصالحها من القبائل الجبلية ( المور )[16] والصحراوية ( الجيتول )[17] .
ومع هذه الخطوط العسكرية والتقسيم الكامل للأراضي أصبحت روما تسيطر على بلاد المغرب بكامله ضمن ما يعرف بسياسة رومنة الأراضي التي تعدته إلى رومنة الحياة الإنسانية من إدخال اللغة اللاتينية وفرض الديانة الرومانية[18] .
المطلب الثاني : الفكر الديني في بلاد المغرب القديم :
من الصعب معرفة تفاصيل تهم المعتقدات الدينية لسكان المغرب القديم بصورة واضحة، وذلك قبل وصول التأثيرات الخارجية حيث لا يوافينا المتخصصون في عصور ما قبل التاريخ بمعلومات تمكننا من معرفة أكثر بتلك الطقوس التي يمارسها سكان المغرب القديم. إذ تقتصر هذه المعطيات على الطقوس الجنائزية. فما نعرفه عن الحياة الدينية لسكان المغرب القديم هو مجرد إشاعات حيث يشير المؤرخون إلى أن البربر كانوا يدينون بالديانة الإحيائية .
لقد واكب المغرب القديم باقي الحضارات، باستبدال الصيد والقطف و الترحال بالإنتاج والاستقرار والزراعة وتدجين الحيوانات، أدى كل هذا إلى اعتقاده بوجود قوى خفية تحيط به[19] وهذا راجع إلى قصر نظره للكون والحياة على مسببات الظواهر الطبيعية[20] والى الفائدة التي تقدمها له[21] فجعل من الشمس والقمر والكهوف والرياح والمياه عبادة له[22] .
عموما عرف سكان المغرب القديم خلال مراحل تطور فكرهم الديني نفس الخطوات التي مر بها الإنسان بصورة عامة. انطلاقا من ظاهرة الاعتقاد في وجود قوى خفية تتحكم في مصيرهم إلى بعض الظواهر الدينية التي يختلط فيها السحر بالدين كالانيمة والقيتشية وصولا إلى اعتقادهم في كون الطبيعة مليئة بالأرواح الخيرة والشريرة والجن، لدرجة أن كل حركة من الحركات من مظاهر الطبيعة وراءها روح من الأرواح، مما جعل المغاربة القدماء يمعنون التأمل في صيرورة كوكب الشمس والقمر والنجوم وفي هذا التحرك شرقا وغربا، ليلا ونهارا[23].
أما أصل هذه العبادة فهو محل اختلاف بين الإغريق المختصين في تقديس الكواكب[24] وبين المصريين والفينيقيين ودليلهم في ذلك وجود أشكال القرص بمصر والساحل الفينيقي لكن عجز الديانات التوحيدية ( اليهودية، المسيحية، الإسلام ) في القضاء على هذا المعتقد دلالة على جذورها المحلية المغاربية .
والجدير بالإشارة هنا التذكير بدور الموت والفنا وطرقه في ظهور عقيدة الإيمان بوجود حياة أخرى وبفكرة الخلود واللحود ومحتوياتها توحي بوجود فكرة الخلود لدى سكان المغرب القديم والتي برزت معها عبادة الموتى والأسلاف، التي ستتحول بالتدريج إلى عبادة الملوك. كما عرف سكان المغرب القديم بدورهم عبادة مظاهر قوى الطبيعة التي اعتبرت مرحلة أساسية مرت منها كل الشعوب. وتتمثل هذه القوى في الجبال والكهوف والأحجار والماء والنجوم والكواكب والأشجار أو في المغارات والأماكن[25] .
غير أن كل المصادر القديمة أجمعت على أن أولى عبادات المغاربة كانت الشمس وهذا ما ذهب إليه هيروديت[26] وهذا لفائدتها – الدفء والإنارة[27] – باستثناء قبائل الاترانتس " الجيتول " بالصحراء الذين كانوا يلعنونها لأشعتها المحرقة[28]، عكس الليبيون في الشمال الذين يقدمون لها الأضاحي – قبائل النسامون المستقرون حول بحيرة تريتون -[29] .
وبهذه المرحلة عرف الفكر الديني لسكان المغرب القديم ، تطورا نوعيا انتقل به إلى مستوى ظهور ما يعرف بالأرباب.

المطلب الثالث : نماذج الأرباب لسكان المغرب القديم الأصلية:
اعتمادا على نصوص هيروديت وديودور الصقلي ورحلة حانون وصاحب رحلة سكيلاكس أصبح من المؤكد أن فكرة وجود أرباب لسكان المغرب القديم أصيلة اقتبسها الإغريق بعد ذلك، بل ويؤكد ديودور الصقلي أن "الأرباب ولدت في بلادهم وهو رأي يتفق عليه الإغريقيون ويؤكده أشهر شعائرهم [هوميروس][30] .
وإذا عدنا إلى التاريخ هيرودوت الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد فنجده يذكر أن سكان المغرب القديم الذين كانوا يعتقدون في الربة اتينا يقول "غير ان القاطنين منهم عند البحيرة الشريتونية يقربنون لاتينا خاصة من بعدها لثريثون و بوزيدون[31]" وهذا ما يؤكد بان هذه الأرباب امازيغية في الأصل، إلا أننا لا تدري هل هذه الأسماء المعروفة بها في بلاد الإغريق هي نفسها التي كانت تعرف بها في بلاد المغرب القديم أم أن هذه الأسماء تخفي أسماءها الأصلية التي لا نعرف عنها أي شيء لحد الآن.
والشيء المؤكد لدينا هو انه في القرن الخامس قبل الميلاد على الأقل كان سكان المغرب القديم يهجدون أربابا ثلاثة بل ويقيمون حفلا سنويا للربة "أثينا" تنقسم فيه عذاراهم فريقين يحارب احدهما الآخر بالحجارة والهراوات وبهذا على حد قولهم يظهر إجلالهن على نمط الأسلاف نحو تلك الربة الوطنية التي ندعوها نحن أثينا وتعتبر الفتيات اللائي يمتن متأثرات بجراحهن .
ويلاحظ أن هذه الشعيرة عن صراع طقوس ذي طابع ديني مرتبط بمعبود أمازيغي وان الهدف من هذه الصراعات الطقوسية العمل بطريقة عنيفة على طرد الأمراض والشرور والآثام، التي تسكن جسمي المصارعين، هذا فضلا عن تجديد المقدس بتطهير الجسم من الذنوب والأخطاء التي تراكمت طيلة السنة بمعنى آخر طرد الماضي بشره على الخصوص.
ويجب التذكير أن بوزيدون وترثون يمثلان مكانة شرفية إذ يذكران ضمن المجموعة الثالثة من الأرباب الشاهدة على قسم جنيبعل. وبجانب الأرباب الثلاثة التي ذكرها هيرودوت هناك أرباب امازيغية كثيرة أخرى منها الربة "ثانيت" والربة "إفريقيا" والربة "اوليسوا". والأرباب طباكاكس" وكورزيل وأمون وانزار ومجموعة من الأرباب المعروفة بالأرباب المورية كالأرباب المذكورة في لوحة بابا وأرباب مجيفة وغيرها[32].
وهناك أرباب كان تعتقد أنها مكرية كامون وأزيس وتفنوت وسباووخ وأش. يظهر أنها أمازيغية الأصل[33] وهذا ما سنحاول توضيحه من خلال تعريفنا ببعض هذه الأرباب.
 الــرب آمــــــون وتانيت:
إذا انطلقا من حاضرنا، نلاحظ أن الإنسان في العالم القروي خاصة الذي يرى الغنم لا يزال يبجل ويحترم بل ويقدس قرون كبش الأضحية والنذور، ويحتفظ بها في بيته اعتقادا منه أنها تدفع عنه وتقيه شر النظرة والعين. يبدو أن هذا المعتقد من بقايا رواسب العقيدة الأمازيغية العنيفة الخاصة بتقديس وبتبجيل الكبش والتي تعتبر النقوش والرسوم الصخرية من أقدم الوثائق التي تشير إليها. ولكن لماذا الكبش؟
لان الكبش يعتبر من أكثر الحيوانات شبقا وسهوانية، وقد اختير للدلالة على القدرة التناسلية المخصبة مثل الثور. ويتعلق به رمز الخصوبة ويوصف بأنه رمز القمح.
ويبدو أن أمون وهو من اكبر الآلهة عند البربر[34] الذي يرمز له بالكبش كان يعتبر الرب الرئيسي الأمازيغي. وقد أكدت النصوص وجوده منذ القرن السادس قبل الميلاد والى غاية العهد البيزنطي. وهناك من يعتقد بان وجود الشعوب الأخرى، فهو يقابل بعل حمون البوني وزيوس اليوناني. أما أصله فقد تم الاختلاف حوله.
فقد قيل بأنه من أصل مصري وهناك من يقول انه أمازيغي، وسنحاول مناقشة هذين الرأيين لقد كان من المسلمات لغاية بداية هذا القرن. أن مصر هي التي كانت وراء انتشار من عبودتها عبر شمال إفريقيا كما أن الأكباش المتوجة أو المحاطة رؤوسها بهالة، والنحوت على النقوش الصخرية في جبال الأطلس، كانت رغم البعد الجغرافي قد ربطتن بكل بساطة بالإله المصري أمون بطيبة، والذي كان "هنري باص" قد عثر اسمه تحت شكل "امان" الذي تعني السيد. وقد تحول آمون الالاه الكبش الى الاه شمس بعد امتزاجه مع "رع" واخذ يفرض سيطرته من منطقة الى اخرى، منتجها من الشرق تالى الغرب الى ان هيمنت عبادته على كل شمال إفريقيا. هذا الافتراض أصبح مقبولا الى غاية القرن العشرين لأنه اتضح ان الكبش المتوج لا يمكن ان يكون هو كبش آمون – رع، لأنه وبكل بساطة ان الكبش المتوج المنحوت في النقوش الصخرية أقدم بكثير من آمون رع. ويعود الى مرحلة من العصر الحجري الحديث. كما أن الباحث "كسيل Gsell" كان في البداية يدافع عن الفرضية القائلة بالأصل المصري لعبادة الكبش الأمازيغي في الجزء الأول من كتابه "التاريخ القديم لشمال افريقيا" بينما تخلى عنها في الجزء السادس من نفس الكتاب. وهذا يعني أن قيدوم مؤرخي شمال افريقيا الذي يعود الكثير من الباحثين إلى افتراضه وفرضياته قبل لأول مرة بان يعترف بأن عبادة الكبش الأمازيغي لا علاقة له بعبادة أمون المصرية .
إضافة إلى النقوش الصخرية المتعلقة به فقد وجدت في كل من، معبد الحفرة – قسنطينة – وجد به 281 نصب لأمون، ( وهيبون، دلس، شرسال، تيبازة )، كل هذه المناطق تنتمي إلى المملكة النوميدية، وهذا دليل أخر على مغاربيته[35]، وكان الإله أمون عند المغاربة ، يعتبر الها للخير وخلود الروح والشمس[36] .
أما تجسيده فكان على شكل شيخ يجلس على العرش ويمسك بكبش، وصورة أخرى لإنسان على رأسه قرص الشمس بمدخل المعبد وكأنه سيد للمعبد[37] .
وتظهر مكانة أمون عند النوميد من خلال صك عملة بوعد من الرومان " سنة 49 ق م " وشم على الوجه الأول يوبا الأول مكافأة لمساعدته لقوات بومي ضد قيصر والوجه الثاني صورة للإله أمون الكبش وبين قرنيه قرص الشمس[38] .
 الالهة تانيت :
كانت الآلهة تانيت تشكل زوج الهي مقدس مع قرينها أمون لدى المغاربة، وكانت رمز للأمومة والخصوبة[39]، ويعود تمسك المغاربة بآلهة أنثى إلى قيمة المرأة في المجتمع القبلي واتخاذها رمزا للخصوبة[40].
أما أصل هذه الآلهة فهي محل اختلاف أيضا بين الأصل القرطاجي أو المغاربي غير ا ناهل الاختصاص يؤكدون على مغاربيتها، ويقال أن بداية انتشارها ببلاد المغرب يعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد [41].
وقام الفينيقيون بنشر عبادة تانيت في بداية الأمرين على شكل دمى جميلة تهدى للأطفال المغاربة[42]. إلا أن المؤرخ " خزعل الماجدي " يقر بان أصل هذه الآلهة بربريا فتبناها القرطاجيون[43] وتقابلها عند الفينيقيون الخصوبة عشترت[44] .
ولعل تمسك المغاربة برمزها إلى يومنا هذا من خلال الابريم الفضي الذي تستخدمه المرأة في لباسها والوشم على جبهة المرأة هو خير دليل على جذورها المغاربية[45] .
المبحث الثاني

الآلهة الرومانية التي كانت تعبد ببلاد المغرب القديم

المبحث الثاني :
الآلهة الرومانية التي كانت تعبد ببلاد المغرب القديم .
المطلب الأول :
المعتقدات الرومانية ببلاد المغرب القديم :
عرف الرومان الديانة الوثنية كغيرهم من الأمم حيث مرت بأربع مراحل رئيسية :
 المرحلة البدائية : وتمثل تعدد الآلهة ( الأكل، الشرب، الجبال )، وكانت عبادة عائلية[46] وكان في اعتقادهم أنهم بقدر ما يزداد عدد الآلهة بقدر ما يضمنون لأنفسهم الخير، ويبعدون الشر والأذى[47].
 المرحلة الثانية : دخول المعابد والطقوس في حياة الرومان .
 المرحلة الثالثة : نتيجة الانتصارات والتوسع الخارجي، تأثرت بالديانات الأخرى على غرار المصرية والإغريقية والقرطاجية .
 المرحلة الرابعة : تذمر العامة من تعدد الآلهة وعبادة الإمبراطور وظهور المسيحية[48] .
المطلب الثاني :
الآلهة الرومانية ببلاد المغرب القديم :
كانت أولى الآلهة التي عرفها الرومان منماوالية وهي المعروفة بالآلهة فيستا، ويسهر أفراد العائلة على خدمتها ثم بدأت في الانتشار لتصبح اجتماعية[49] واختلفت الديانة الرومانية وتنوعت بين الآلهة المعنوية أو الروحانية كالخير والشر والسلم والنصر والحرب والآلهة السماوية ابولون، جونون، جوبيتر[50].
لقد تنوعت الآلهة الرومانية بالمغرب القديم بين الأصلية والهة ذات أصول شرقية نسبتها إلى نفسها بعدما شعرت بحاجة إلى قناعة فكرية وجمالية لم توفرها لها الآلهة الأصلية[51] .
إضافة إلى كونها جسر لمحور الآلهة من الشرق إلى الغرب وذلك عن طريق جيشها الذي كان متعدد الأصول وبذلك تبنتها وأعطتها اسم رومانيا [52].
المطلب الثالث :
الآلهة الرومانية الشرقية :
- الإله ساتورن : يعتقد أن أصله إغريقي كرونوس بعدما فر من اليونان، واستقر بروما، وكان مختصا بالزراعة والعواصف والخصوبة[53] واسمه مشتق من كلمة "SATA" وتعني الأرض المزروعة[54] وكانت صورة الإله ساتورن على شكل شيخ ملتحي ذو شعر طويل، ورأسه مغطى بتاج ويمسك بيده اليمنى حربة وأمامه كبش فداء . ولقد وجدت له أثار كثيرة بمعبد الحفرة ( سيرتا ) ويعتقد انه عبد بها من طرف الجالية الايطالية[55] وكذا أثار بمدينة جميلة تعود إلى القرن "3م"[56].
ويمكن القول أن سبب الانتشار الواسع لعبادة الإله ساتورن لدى المغاربة لعدة أسباب :
 فرض القوة من طرف السلطات الرومانية .
 اعتبره المغاربة خليفة لبعل حمون القرطاجي وأمون المغاربي، باعتباره اله للزراعة التي كان ماسينيسا يحث عليها[57] .
- الآلهة ديانا : هي نفسها الآلهة أرتميس الإغريقية وقامت روما بنقل تماثيلها وتبنتها[58] وتعتبر آلهة للقمر وحامية للنساء وراعية للغابات والصيد وكانت تمثل بامرأة على عربة ترمي بسهم[59] ووصلت الى المغرب مع بداية الاحتلال حيث وجد لها آثار بتبسة وشرشال[60] .
- الإله باكوس : هو في الأصل الإله الإغريقي ديونيسيوس إله الكروم والخمر، ثم حوله الرومان إلى باكوس، وصور على شكل رجل عار يمسك بعنقود عنب ووجدت له تماثيل عديدة بالمغرب سواء على قطع نقدية أو نقوش حجرية في كل من خنشلة وتيمقاد وجميلة[61] .
- الآلهة سيبلي : والمعروفة بالأم الكبرى، جاءت من أسيا الصغرى عام " 204 ق م " وانتشرت بسرعة في روما والمغرب القديم، وكانت عبادتها سرية[62] .


المطلب الرابع :
الآلهة الرومانية الأصلية :
- ثلاثي الكابيتول[63] : كان لكل حضارة ثلاثي مقدس يعتبر حاميا لها، فالمصريون عرفوا بإزيس واوزير وحورس، والإغريق بهيرا، اثينا، زيوس، وعند الرومان نجد جونون، منيرفا، جوبيتر، وانتشرت عبادة الثلاثي بأغلب المدن الرئيسية بروما[64] .
ووصلت عبادة الثلاثي إلى بلاد المغرب القديم مع الاحتلال الروماني، فمدينة تيمقاد بنيت على شرفه[65] وكذلك مدينة صبراتة التي وجد بها معبد عبارة عن ثلاث حجرات، كل حجرة ترمز لإله الذي شيد خلال القرن الأول ( م )[66] .
- الإله جوبيتر : يعتبر سيد الآلهة الرومانية وذلك لتعدد وظائفه، فهو اله البشر والسماء والطقس والزمن والبرق والمطر[67] .
ويعتبر الإله جوبيتر حامي روما والمشرف على حروبها وجالب النصر لها[68] - في معركة قيصر ضد يوبا الأول طلب الجنود مباركة اله النصر جوبيتر -– وكان شعاره اللون الأبيض، لذا وجب على الكهنة ارتداء الأبيض، وكذا القرابين صوفها يكون ابيض، ويغلق المعبد أثناء فترة السلم وفي حالة الحرب يخرج الإله مع الجيش إلى المعارك[69]، واهم مناطق عبادته ببلاد المغرب نذكر : جنوب الأوراس ( معبد القنطرة ) الذي أقامه الإمبراطور كركلا[70]، ومدينة و مدينة سيتيفيس، وكل المدن الرومانية .
- الإله مارس : هو اله مختص بالحرب الى جانب جوبيتر، ويرمز له برمح مقدس[71]، وهو خاص بالمحاربين، ولا يجوز للعامة زيارة معبده إلا في شهر مارس[72]، وجد له آثار بمدينة سيتيفيس التي بنيت على شرفه " 69 – 98 م "، وكذا مدينة لامباسيس .
وورد اسم الإله مارس في المعاهدات الرومانية مع القرطاجيين والإغريق[73]، وتراجعت مكانته بعد انهزام روما أمام حنبعل " 216 ق م "، فامتنعوا عن زيارته وتقديم القرابين له وهذا حسب رواية المؤرخ تيت – ليف[74] .
- الإله نبتون : من الآلهة الرومانية المعروفة، فهو اله المياه والملاحة والبحر، ويقابل عند الإغريق الإله بوزيدون وداجون الفينيقي، ومعابده جلها قرب الينابيع والعيون، تقام له احتفالات بشهر جويلية، وله آثار ببجاية، سيرتا ( الجزائر )، قفصة ( تونس )[75] .
- عبادة الإمبراطور : لقد عرف الرومان عبادة أو تاليه الملك مع رومولوس مؤسس روما، الذي يعتقد بأنه ابن الإله، واله أحفاده من بعده الى غاية " 509 ق م " – قيام الجمهورية الرومانية[76] – وبدأت عبادة الإمبراطور مع أغسطس[77] وذلك لأعماله الجليلة التي قدمها لروما، ممثلة في إعادة العبادة الروحانية لمظاهر الطبيعة، وحارب الآلهة الأجنبية[78] .
وتكون عبادة الإمبراطور بعد مماته، حيث يجتمع مجلس الشيوخ ويقرر رفعه إلى مصاف الآلهة وهذا بعد دراسة انجازاته وأعماله[79] .
أما ببلاد المغرب القديم فكان يقام على شرفه الاحتفالات في الساحات العامة على شكل مآدب للفقراء لدلالة على سماحة الإله ( الإمبراطور )[80] وحضور المغاربة لم يكن عن قناعة وإيمان بهذه العبادة بل لشدة الجوع والحاجة[81]، واهم المناطق التي اله فيها هي :
مملكة شرشال التي كانت بزعامة يوبا الثاني، حيث قام بصنع تمثال لأغسطس من الرخام الأبيض وفرضه على السكان كإله، وهذا اعتراف بالجميل، ومدينة قورينة أين عثر على كلمة أغسطس منقوشة على معبد، ومدينة جيينس ( تونس ) حيث وجد رأس تمثال لأغسطس[82] .
- الأسرة السيفيرية : ألهت هذه الأسرة التي تظم سبتيم سيفار " 193 – 211 م "، وزوجته جوليا ابنة كاهن حمص، وابنه كركلا " 211 – 217 م " لمنجزاتهم في خدمة روما[83]، وباعتبار سبتيم سيفار من أصل مغاربي ( لبدة )[84] اثر على المغاربة لدرجة التقديس، نجده في بناء المعابد والتماثيل بمدينة لبدة وكويكول ( جميلة )[85] وجاء بعده أحفاده كركلا وسيفار الكسندر " 222 – 235 م " اللذان ألها .
وفي الأخير يمكن القول بان عبادة الإمبراطور كانت منحصرة في المدن الرومانية فقط ببلاد المغرب القديم ولم تصل إلى المدن النوميدية، حتى الذين تأثروا بها أما لمصلحة ناو فرضت عليهم بالقوة[86] .




خاتمة :

يمكن لنا من خلال هذه الإطلالة على المعتقدات الوثنية التي مارسها المغاربة أثناء الاحتلال الروماني أن نخلص بان المغرب القديم كان لا يقل شأنا عن بقية مناطق العالم سواء في التفكير الديني أو ممارسة الشعائرية، وليس معناه أن المغاربة – عندما قبلوا الامتزاج بالمعتقدات الوافدة – شعب قابل للاحتلال بقدر ما بعبر عن حارة فسيفسائية باطنها أمازيغي ملونة بمؤثرات مصرية فينيقية إغريقية ورومانية، حيث أكد من خلال حضارة عين الحنش التي تعود إلى مليون وسبعمائة ألف سنة قبل الميلاد أن له مكانة ضمن الحضارات القديمة، وان أضرحة المدغاسن ودوقة وسيقة والضريح الموريتاني وصومعة الخروب تضاهي الأهرامات المصرية والمعابد الإغريقية والزاقورات الأشورية لو تلقى الاهتمام من أصحاب الاختصاص، لكن ما ذنب التاريخ إذا كان الإنسان لا يعيه، فرغم وصول شيشنق وأحفاده إلى عرش الفراعنة، ووصول سبتيم سيفار وأحفاده إلى عرش روما، إلا أن الكثير منا لا يعرف حتى أسمائهم أو هويتهم .
[1] شافية شارن وآخران : الاحتلال الاستيطاني وسياسة الرومنة، منشورات المركز الوطني للدراسات والأبحاث، الجزائر، 2007، ص 36 .
[2] محمد الصغير غانم واخران : المقاومة والتاريخ العسكري، ص 299 .
[3] شافية شارن وآخران : المرجع السابق، ص 36 – 38 .
[4] شافية شارن : " النتائج الاقتصادية للتوسع الروماني وموريتانيا القيصرية " حولية المؤرخ، ع 1، اتحاد المؤرخين الجزائريين، الجزائر، 2002، ص 35 – 36 .
[5] رشيد الناضوري : المغرب الكبير، ج 1، ص 288 .
[6] شارل أندري جوليان : تاريخ إفريقيا الشمالية، ص 146 .
[7] محمد الهادي حارش : التاريخ المغاربي القديم، ص 181 – 182 .
[8] محمد الهادي الحارش : التاريخ المغاربي القديم، ص 182 .
[9] محمد الصغير غانم : " بعض ملامح ثورات التحرير ضد الاستعمار الروماني خلال القرن الاول ميلادي "، حولية المؤرخ، ع 1، اتحاد المؤرخين الجزائريين، الجزائر، 2002، ص 25 – 26 .
[10] محمد الهادي الحارش : المرجع السابق، ص 185 .
[11] شارل اندري جوليان : تاريخ إفريقيا الشمالية، ص 150 .
[12] شافية شارن : " النتائج الاقتصادية للتوسع الروماني "، ص 35 – 37 .
[13] المرجع نفسه : ص 38 .
[14] شارل أندري جوليان : المرجع نفسه، ص 154 .
[15] خطوط الليمس : هي عبارة عن خطين عسكريين، الخط الأول : أقامه الإمبراطور تراجانوس بنهاية القرن الأول ( م ) والثاني أقيم خلال منتصف القرن الثاني إلى غاية القرن الثالث ميلادي ضد قبائل المور والجيتول، ( انظر : محمد البشير شنيتي : الجزائر في ظل الاحتلال الروماني، ص 117 – 119 ).
[16] محمد الهادي الحارش : المرجع السابق، ص 186 – 187 .
[17] الجيتول : هي قبائل تقطن الصحراء وترتحل الى التل من اجل الكلأ للماشية بحكم ممارستهم للرعي، وامتد نفوذهم من المحيط غربا الى خليج سرت شرقا، ( انظر : محمد الصغير غانم : المرجع السابق، ص 29 ) .
[18] محمد البشير شنيتي : الاحتلال الروماني لبلاد المغرب القديم – سياسة الرومنة ( 146 ق م – 40 م ) -، ط 2، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، 1985، ص 141 – 143 .
[19] محمد إبراهيمي الميلي : الجزائر في ضوء التاريخ، دار البعث، قسنطينة، 1980م، ص 150 .
[20] محمد البشير شنيتي : التغيرات الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب اثناء الاحتلال الروماني، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، 1984، ص 259 .
[21] شافية شارن وآخران : الاحتلال الاستيطاني وسياسة الرومنة، منشورات المركز الوطني للدراسات والبحث، الجزائر، 2007، ص 28 .
[22] محمد خريسات وآخرون : تاريخ الحضارات الإنسانية، ط 1، دار الكندي، الأردن، ص 52 .
[23] محمد الصغير غانم : الملامح الباكرة للفكر الديني الوثني في شمال إفريقيا، دار الهدى، الجزائر 2005، ص 22 .
[24] عثمان الكعاك : موجز التاريخ العام للجزائر – من العصر الحجري الى الاحتلال الفرنسي، ط 1، دار الغرب الاسلامي، بيروت، 2003، ص 32 .
[25] محمد الصغير غانم : الملامح الباكرة للفكر الديني الوثني في شمال إفريقيا، دار الهدى، الجزائر 2005، ص 22 .
[26] عبد اللطيف محمود البرغوثي : التاريخ الليبي القديم من اقدم العصور الى الفتح الاسلامي، ج 1، ص 136،محمد الهادي حارش : التاريخ المغاربي القديم – السياسي والحضاري – منذ فجر التاريخ الى الفتح الاسلامي، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، 1992، ص 145 .
[27] محمد الصغير غانم : المرجع السابق، ص 22 .
[28] عبد الحميد عمران : الحركة الدوناتية بين الانشقاق الديني والتحرر ( 305 – 411 م )، رسالة ماجستير، جامعة منتوري، قسنطينة، 2005، ص 37 .
[29] محمد الصغير غانم : المرجع السابق، ص 22 .
[30] عبد اللطيف محمدود البرغوثي : التاريخ الليبي القديم، ص 138 .
[31] المرجع نفسه : ص 135 .
[32] عبد العزيز الثعالبي : مقالات في التاريخ القديم – تاريخ شمال افريقيا – ط 1، دار الغرب الاسلامي، بيروت، 1986، ص 17 .
[33] محمد الصغير غانم : المملكة النوميدية والحضارة البونية، ط 1، دار الامة، 1998، ص 206 .
[34] احمد بوساحة : أصول أقدم اللغات في أسماء أماكن الجزائر، دار هومة، الجزائر، 2004، ص 56 – 60 .
[35] محمد الصغير غانم : الملامح الباكرة، ص 87 – 88 .
[36] محمد العربي عقون : لاقتصاد والمجتمع، ص 212 .
[37] محمد الصغير غانم : المرجع السابق، ص 87 – 88 .
[38] محمد الصغير غانم : " علاقة نوميديا بالرومان "، مجلة التراث، ع 3، مطبعة الشهاب، الجزائر، 1988، ص 24 .
[39] محمد العربي عقون : المرجع السابق، ص 212 .
[40] رشيد الناضوري : المغرب الكبير، ص 209 .
[41] محمد الصغير غانم : المملكة النوميدية، ص 207 .
[42] عبد العزيز الثعالب : مقالات في التاريخ القديم – تاريخ شمال افريقيا – ط 1، دار الغرب الاسلامي، بيروت، 1986، ص 17 .
[43] خزعل الماجدي : المعتقدات الكنعانية، ط 1، دار الشرق، الاردن، ص 155 .
[44] أندري ايمار، جانين ابواييه : تاريخ الحضارات العام – روما وإمبراطوريتها -، تعريب : داغر اسعد و فريد أبو ريحانة، ط 6، منشورات عديدات، بيروت – باريس – 2006، ص 60 – 61 .
[45] محمد العربي عقون : الاقتصاد والمجتمع، ص 215 .
[46] سعدون محمد الساموك : في مقارنة الأديان والمعتقدات، ص 248 .
[47] شافية شارن واخران : الاحتلال الاستيطاني، ص 229 .
[48] سعدون محمد الساموك : المرجع السابق، ص 248 .
[49] ابكار السقاف : الدين عند الإغريق والرومان والمسيحيين، ج 3، ط 1، مؤسسة الانتشار العربي، بيروت، 2004، ص 264 .
[50] عثمان الكعاك : موجز التاريخ العام، ص 69 .
[51] اندري ايمار : روما وإمبراطوريتها، ص 200 .
[52] المرجع نفسه .
[53] محمد الصغير غانم : الملامح الباكرة، ص 110 – 111 .
[54] اندري ايمار : المرجع السابق، ص 203 .
[55] محمد الصغير غانم : المملكة النوميدية، ص 209 .
[56] محمد الصغير غانم : الملامح الباكرة، ص 110 – 111 .
[57] محمد البشير شنيتي : التغيرات الاقتصادية والاجتماعية، ص 262 .
[58] محمد الصغير غانم : الملامح الباكرة، ص 116 – 117 .
[59] تغريد شعبان : " الالهة ديانا "، الموسوعة العربية، ج 9، ط 1، دمشق، 2006، ص 433 .
[60] محمد الصغير غانم : المرجع السابق، ص 116 – 117 .
[61] محمد الصغير غانم : الملامح الباكرة، ص 125 – 128 .
[62] احمد غانم حافظ : الامبراطورية الرومانية، ص 111 .
[63] الكابيتول : هو المعبد الذي أقيم فرق تلة الكابيتولينوس، بمدينة روما، وخصص للالهة المقدسة حامية روما، ( انظر : حسين الشيخ : اليونان، ص 384 . ).
[64] محمد الهادي حارش : التاريخ المغاربي القديم، ص 222 .
[65] عبد الرحمان بن مرزوق : " مدينة تيمقاد أو تاموقادي قديما "، مجلة التراث، ع 2، مطبعة الشهاب، الجزائر، 1987، ص 42 .
[66] عزت زكي حامد القادوس : اثار العالم العربي، ص 64 .
[67] محمد الصغير غانم : الملامح الباكرة، ص 130 – 131 .
[68] محمد الصغير غانم : الملامح الباكرة، ص 115 .
[69] محمد الصغير غانم : الملامح الباكرة، ص 115 .
[70] عبد الحميد عمران : الحركة الدوناتية، ص 42 .
[71] محمد الصغير غانم : الملامح الباكرة، ص 119 .
[72] المرجع نفسه، ص 119 .
[73] المرجع نفسه، ص 119 .
[74] اندري ايمار : روما وامبراطوريتها، ص 212 .
[75] أندري ايمار : روما وإمبراطوريتها، ص 126 .
[76] محمد السيد عبد الغاني : التاريخ السياسي، ص 123 .
[77] اغسطس : اسمه الاصلي غايوس او كتافيوس، تبناه يوليوس قيصر بعد اغتيال هذا الاخير اصبح يلقب باسم ابيه وفي ( 27 م ) منحه مجلس الشيوخ الروماني لقب اغسطس حكم ( 30 ق م – 14 م )، ( انظر : عبد الحميد عمران : الحركة الدوناتية، ص 12 ) .
[78] مصطفى العبادي : الامبراطورية الرومانية، دار المعرفة الجامعية، الاسكندرية، 2007، ص 102 .
[79] أندري ايمار : المرجع السابق، ص 304 .
[80] عبد الحميد عمران : الحركة الدوناتية، ص 42، 44 .
[81] محمد البشير شنيتي : المرجع السابق، ص 263، 264 .
[82] عزت زكي حامد القادوس : اثار العالم العربي، ص 171 .
[83] مهما عيساوي : " مدينة تبسة "، ص 36 .
[84] عزت زكي حامد القادوس : المرجع السابق، ص 18، 26 .
[85] المرجع نفسه، ص 301 .
[86] محمد البشير شنيتي : التغيرات الاقتصادية والاجتماعية، ص 261، 264 .
http://30dz.justgoo.com/t1741-topic

رحيل محمد رويشة، الطود الشامخ للأغنية الأمازيغية والعربية المغربية.. ذ. بنعيسى احسينات – المغرب

بواسطة : آفر برس بتاريخ الثلاثاء، 19 يونيو 2012 | 6:49 ص

لم يمهل المرض المفاجئ والعملية الجراحية التي كللت بالنجاح بالرباط، محمد رويشة الطود الشامخ للأغنية الأمازيغية والعربية المغربية، إلا وقتا قصيرا للعودة إلى بلدته خنيفرة التي تختزل عالمه ووجوده، حتى فاجأته المنية وهو في أوج عطائه الفني الذائع الصيت، إذ حول موته المدينة إلى مأتم كبير خرج سكانها عن بكرة أبيهم إلى جانب أصدقائه ومحبيه الذين هرعوا إلى خنيفرة، لتشييعه وتوديعه إلى مثواه الأخير. ففاجعة موته لم تقتصر على بلدته بل شملت الوطن بأكمله من غربه إلى شرقه ومن شماله إلى جنوبه. لقد منحته الموت بجدارة واستحقاق أكثر ما منحته له الحياة. وهذا سر العباقرة وكبار الفنانين العصاميين ذوي الكرامة والأنفة والأخلاق العالية.

لقد جبل محمد رويشة منذ نعومة أظافره على حب الفن والجمال، يستوحي من الطبيعة الصامتة حكمتها، ومن صفاء مناخها الصدق والواقعية، وذلك في أسلوب شيق ممتع شفاف، وألحان شجية وأنغام موسيقية أصيلة تغمر النفس بالحب والحنين، وتوقظ الوجدان إلى معانقة السمو والفضيلة وحب الناس، من خلال شعور بالروح الجماعية التي تسري في أنفاسه سريان النسيم العليل عبر الجبل والغابة وعبر الحقل والوادي. ذلك هو الفنان الأمازيغي صاحب الحنجرة الأطلسية المتميزة الذي تعلم ويتعلم باستمرار من مظاهر الحياة الطبيعية والاجتماعية التي ما تزال مصدر إلهامه منذ صباه، من خلال ما يسمعه من أهازيج وألحان وأنغام، ويتمثله من أغاني وترانيم على آلته الوترية التي لا تفارقه أبدا.

لقد يصح القول أن الأمم التي لا تهتم بفنونها وثقافتها وتراثها تنقيبا ودراسة وتحليلا، وكذا جمعا وتصنيفا وتبويبا ومحافظة وتطويرا، لا يمكن أن تحقق ذاتها ووجودها، ولا يتأتى لها أن تحافظ على هويتها واستمرارها في التاريخ، كما لا يمكن لها أن تساهم في بناء الحضارة الإنسانية. فتبقى محكوم عليها بالتخلف والتهميش، مهددة دائما بالانقراض والفناء. ففن الأمم وثقافتها وتراثها هي اللحمة التي تربط بين أجيالها المتعاقبة، والتي تحقق لها مكانتها بين الأمم، وتجعلها تحافظ على كيانها وهويتها ووجودها. فكم من فنون وكم من تراث وكم من ثقافة ضاعت واندثرت مع الزمن، لكون القائمين عليها لم يعيروا لها أي اهتمام يذكر، همهم الوحيد المصلحة الأنانية الخاصة الآنية. هكذا نجد جل تراثنا الفني والثقافي المادي منه والمعنوي، المكتوب منه والشفهي، تعرض ويتعرض كل يوم للتلف والاندثار بشكل منهجي مقصود وغير منهجي، متروك للتسيب والإهمال. وحتى إذا ما تم جمعه أو الاعتناء به، فذلك بعد تفريغه من محتواه الحقيقي، من أجل استعماله كفولكلور للاستهلاك السياحي لا غير.

وإذا رجعنا إلى تراثنا الموسيقي وعلى الخصوص الشعبي منه بأساليبه المتنوعة ولغاته المتعددة التي كانت تنشط في الأعراس والمواسم والأسواق وبعض الساحات العمومية الكبرى كساحة " جامع لفنا " بمراكش وساحة " لهديم " بمكناس مثلا. يعرف اليوم استهلاكا منقطع النظير في مناسبات الأفراح والفنادق الكبرى وعلب ليلية خاصة ومحلات مفروشة الخاصة بالليالي الحمراء وبعض السهرات المحتشمة في بعض القنوات التلفزية لجلب عدد المشاهدين ودغدغة عواطفهم الفطرية الساذجة. لقد تعرض ويتعرض هذا الفن الشعبي في الموسيقى والغناء، رغم تطوره العشوائي الغير المدروس والغير المنظم، للتهميش الشبه المطلق دون الالتفاتة الجادة لهذا الفن الشعبي، انتقاء وتسجيلا وجمعا ودراسة وتحليلا.. وهو يتعرض كل يوم للإهمال والانتقاص من أهميته، من طرف المهتمين الذين يركضون وراء الربح المباشر والآني لا غيره، وبمنطق المنفعة الجشعة في التعامل مع هذا التراث المتنوع المتعدد الغني الأصيل، الذي لا يتجاوز الاستعمال الفلكلوري الوضيع من أجل الاستهلاك السياحي المقدم للأجانب، كلوحات محنطة وبقايا تاريخ في متحف لا حياة فيه. فهو الآن في طريق التهميش، قدره الاضمحلال والانقراض، باستثناء بعض البحوث اليتيمة في هذا المجال، نخص بالذكر بحث نجمي في العيطة وبحوث أحمد عيدون ابن مدينة الخميسات، الباحث الموسيقي في مجال الموسيقى المغربية الشعبية والعصرية وغيرها، وبعض البحوث الغير الأكاديمية على هامش الأغاني الشعبية المتنوعة والمتعددة في المغرب.
لقد تحول مفهوم الفولكلور حسب مبتكره الكاتب الإنجليزي " وليام جون تومز "، من علم يدرس العادات والتقاليد والممارسات الفنية الشعبية والخرافات والملاحم، إلى اقترانه بنزعة تحقيرية استهلاكية صوب كل ما يخص الطبقات الدنيا في المجتمع من تراثها الشعبي، كأنه مشهد منفلت من دهاليز التاريخ القديم، يقدم صورة مدهشة لبدائية الإنسان مليئة بالإثارة وعناصر الغرابة. ويمكن اختزال خصائص هذه النظرة الفولكلورية القدحية الاستهلاكية إلى الفنون الشعبية والتراث الشعبي في الفصل بين أشكال التراث الشعبي ومضامينه الاجتماعية والإنسانية، وفي اعتباره تراثا ينتمي إلى مجتمع ذي ثقافة دونية لا ترقى في مضامينها ولا في أشكالها إلى مستوى الثقافة العالمة، وأخيرا في اعتباره مادة للترفيه والمتعة لأناس منفصلين عنه، ينظرون إليه من خارجه كما هو الشأن بالنسبة للسياح الأجانب.

هذه الخصائص امتدت إلى مرحلة ما بعد الاستقلال وتم تأكيدها خلال ممارسات عديدة. ولعل أخطر ما في هذه الوضعية هو أن هذه النظرة الفولكلورية القدحية الاختزالية يتم ترويجها عبر وسائل الإعلام وبرامج التربية والتعليم والمؤسسات والهيئات المختلفة، مما يؤدي إلى الإساءة إلى التراث الفني والثقافي الشعبي المغربي، وطمس لمعالم الهوية الوطنية. وهكذا تم تدجين الذوق العام وصقله على مقاس النظرة الفولكلورية الاستهلاكية، مما جعل شبابنا ينظر بسخرية وازدراء إلى عناصر تراثهم الشعبي، وفي أحسن الأحوال يكون وسيلة للتفريغ المؤقت عن المكبوتات عن طريق الرقص المصاحب لها في الغالب في كل المناسبات.
لقد لعبت الأغاني الشعبية في القرن التاسع عشر دورا كبيرا في شحذ الهمم والتصدي لكل أشكال الاستعمار، كما كانت أسلوبا خاصا لتمرير خطاب التحرر والاستقلال من براثن الاحتلال. فهي تعتبر تراثا مشتركا بين مختلف مناطق المغرب، ومن أكثر وسائل التعبير تأثيرا في المتلقين الذين يجدون في هذا النوع من الفنون الشعبية متنفسا لمشاعرهم ولمشاكلهم اليومية وترجمة لطموحاتهم وآمالهم الكبيرة. هذا الفن الجميل الرائع، ساهم في تأطير الناس، وتوعيتهم وتقديم فرجة غنية بالترفيه، الجامع بين الهزل والجد والفائدة، وجعلهم ينفتحون على العالم ويتعرفون على خباياه قديما وحديثا.
فمن بين الفنانين الشعبيين الذي بزغ نجمه وسطع نوره وملأ الدنيا بقسمات وتره السجية الدافئة، وصوته الرخيم العذب المتميز، وكلمته الهادفة الصادقة النابعة من أعماق جبال الأطلس المتوسط، تلطفها ثلوج القمم وخرير وادي أم الربيع المتدفق وحفيف أشجار الأرز الشاهقة والطبيعة الخضراء الخلابة وسماء الأطلس السخية. إنه محمد رويشة الفنان العصامي الأمازيغي الأصيل، فنان العمق المغربي وجبال الأطلس الملقب بملك " لوتار " وفريد الأطلس المتوسط بدون منازع وزرياب موسيقى " الوترة " إذ زاد من حجم آلته الوترية "لوتار" أو "لكنيبري"، وانفرد بإضافة الوتر الرابع إليها لإثراء أنغامها وتجديدها، كما فعل زرياب مع آلة العود.
إن الحديث عن إبداع محمد رويشة، هو حديث عن تاريخ حافل بالحضور الفني المتميز لحوالي 48 سنة من العطاء. لقد طبع هذا الفنان العصامي بعبقريته الموسيقية والغنائية المتفردة فضاء الأغنية الأمازيغية للأطلس المتوسط، وكذا الأغنية الشعبية العربية ( العامية المغربية الراقية ). لقد بدأ الغناء طفلا لا يتجاوز عمره 13 سنة بمدينة خنيفرة بعد ما غادر مقعد المدرسة عام 1961 وهو من مواليد 1952 أو 1950 بمدينة خنيفرة. وبعد مغادرته لصفوف المدرسة، شاءت الأقدار أن يلتقي بالأستاذ في مادة الرياضة البدنية محمد العلوي، لاعب فريق شباب خنيفرة آن ذاك، الذي شجعه على الاستمرار واستقدمه معه إلى الرباط حيث قدمه إلى القسم الأمازيغي بالإذاعة الوطنية بنفس المدينة. وكانت البداية بتسجيل أول شريط له بالدار البيضاء سنة 1964 مع محمد ريان. واستمر في الغناء وإحياء الحفلات والأعراس المحلية وعلى الصعيد الوطني حتى سنة 1979 حيث اتصلت به عدة شركات فنية للتسجيل، ودخل مسرح محمد الخامس ، حيث غنى لأول مرة سنة 1980، ألبومه الذي يحتوي على أغاني بالأمازيغية والعربية " شحال من ليلة وعذاب " و" أكّي زّورخ أسيدي ياربّي جود غيفي "، وهو الألبوم الذي عرف انتشارا واسعا بين محبيه داخل المغرب وخارجه. تكشفت موهبة رويشة باكرا، لم يقو على مغالبة هوسه بالموسيقى فأغلق دونه باب الدراسة رغم شهادة مدرسيه له بالتفوق. أما حين تنبأ له عميد الموسيقى الأمازيغية حمو اليزيد، ذات يوم، بمستقبل واعد، حين سمعه يدندن على "لوتار"، فقد عرف الشاب محمد رويشة أن طريق المجد له اسم واحد : الاجتهاد والتضحية .ومن بين الإبداعات التي بصم بها الراحل محمد رويشة ربرتواره الغنائي "شحال من ليلة وليلة"، "يا مجمع المؤمنين"، "قولوا لميمتي"، "أيولينو"، و " سامحيي يايما " ورائعته ذائعة الصيت "إناس إناس " .

فالفنان العصامي رويشة يمتاز في أداءه الموسيقي بالمزج بين ألوان محلية ووطنية وذلك في قالب لا يخرج عن المقام الأطلسي الذي يمتاز باعتماده على “ربع نوتة”، أما بالنسبة لآلة الوتر فأشار رويشة نفسه إلى أنها ظهرت في الأطلس المتوسط في القرن الخامس عشر بقبيلة "إيشقيرن" على يد شخص يسمى "أوبراها". وهو بذلك يبقى وفيا لمعنى اسمه “روي شا” بالامازيغية، أي “ اخلط شيئا ”، وهو مزج فني لا يستطيع إتقانه إلا من كانت له أذن موسيقية مرهفة كالفنان محمد رويشة. هو فنان أصيل، صوت مفعم بالأحاسيس الرائعة، متشبث بأصالته المغربية الأمازيغية، ومُعتز بلغتيه، الأمازيغية والعربية المغربية، اللتين أبدع في توظيفهما في أعمال غنائية متنوعة، بأحاسيس مرهفة، وموسيقى أصيلة، وكان حضوره في المشهد الفني الوطني متميزا ووازنا، من خلال ألحانه العذبة الراقية، ومواضيعه الاجتماعية والإنسانية والدينية والصوفية، وكلماته الرقيقة والعميقة، المختارة بعناية، وأغانيه، التي وسمها بالحب والطيبة، وأداها بعفوية وصدق.
لقد تشبع رويشة بالتراث الأمازيغي القديم، فنقب في أصالته وتنوعه وتعدده وغناه ، في الوقت الذي أصبحت فيه الأغنية الأمازيغية تختزل عند البعض إلى بضاعة للاستهلاك المجاني بالعلب الليلية وغيرها. لقد وجد رويشة ضالته في نهمه بالقديم لدى أعلام هذا التراث ك " بوزكري عمران " و " حمو اليزيد " الذي يعتبر هذا الأخير معلمه بامتياز، إضافة إلى آخرين ك " موحا وموزون " و" نعينيعة " وقريبه " مغني " وغيرهم. وها هو اليوم يغادر الساحة الفنية إلى الأبد تاركا وراءه للأجيال الحاضرة والقادمة " ريبيرتوارا " غنائيا زاخرا من الفن الأصيل، ووريثا لسره ابنه البار حمد الله الذي توعد بحمل مشعل أبيه والاستمرار على نهجه بصدق وأمانة.
لم يكن الفنان محمد رويشة يبحث عن الشهرة في مسيرته الفنية، ولم تبهره أضواء الشهرة، بل الشهرة هي التي بحثت عنه واقتحمت ربوعه الحصين وأخرجته من منطقته التي يحبها إلى درجة الجنون. فإن جمهوره هو من احتضنه وفرضه على الإعلام الرسمي الذي تجاهله في البدايات. لقد دخل قلوب المغاربة جميعا؛ العرب منهم والأمازيغ بدون استئذان، داخل المغرب وخارجه. طور معارفه العامة بعصامية منقطعة النظير في جلساته الخاصة مع مثقفي وأطر منطقته وغيرها في جلساته الحميمية معهم، وفي خلوته الخاصة ببيته بخنيفرة، إذ تحول إلى حكيم وفيلسوف في مناقشاته وحواراته الهادئة الرزينة ذات عمق فكري فلسفي رصين، مع معارفه ووسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة، رغم قلتها وشحاحتها التي لا تليق بهرميته وأيقونته التي بناها له محبوه وجمهوره بكل محبة وصدق وتلقائية. لقد طبع الراحل محمد رويشة حياته بتواضع وطيبة وخلق، قل نظيرهما، إذ يعيش صاحب الجلباب الصوفي المزركش في منزل متواضع، مكون من طابقين في حي شعبي بمدينة خنيفرة عروسة الأطلس المتوسط، الذي جعل جانبا منه متحفا دائما يضم حوالي 260 قطعة لأشكال وأحجام مختلفة لآلته الوترية، ولشهاداته التقديرية وميدالياته ومجسمات فنية، تلقاها في عدة مناسبات داخل الوطن وخارجه خلال مسيرته الفنية، إلى جانب خلوته التي يركن إليها من أجل التأمل والمطالعة والإبداع. ويتميز عازف "لوتار" بين أبناء مدينته بإنسانيته وكرمه، وكذا عفويته وابتسامته الدائمة التي لا تفارق محياه أبدا. لم يجمع ثروة من فنه ولم يستفد من مأذونية ما( لاكريمة ما ) كما هو الشأن بالنسبة لبعض الرياضيين وبعض الفنانين، وكذا بعض المحضوضين، بل عاش لفنه وأخلص له على الكفاف والغنى عن الناس كما يقال.
فما أكثر أمثال محمد رويشة في مغربنا الذين أعطوا الكثير ولا زالوا، رغم التهميش والتقهقر الذي أصاب مجمل الفنون الشعبية، منها على الخصوص الغناء الشعبي، دون محاولة تطويره وتنظيمه حتى يصمد أمام مد العولمة التي تهدف إلى قتل كل ما هو خصوصي وأصيل في ثقافة الشعوب وفنونها، باعتبارها غير منتجة ولا تخضع لقانون السوق العالمي ومنطقه المركانتيلي، الشيء الذي جعل مهرجانات الغناء والرقص العالميين تغزوا مدننا باسم العولمة والحداثة وتذويب فنوننا الشعبية فيها بعد تفريغها من محتواها الفني والثقافي والهوياتي، لتصبح مجرد فولكلور من أجل جلب السياح وتحقيق الانفتاح الشكلي على العالم ( مهرجان موازن على سبيل المثال ) التي تكلف ميزانية كبيرة ترهق كاهل دافع الضرائب والشركات الكبرى مقابل امتيازات خاصة على حساب مصلحة المواطنين وحاجياتهم اليومية الضرورية.

فالنهوض بفنوننا الشعبية المتعددة المتنوعة لابد من خلق مؤسسة وطنية ( المجلس الوطني للفنون الشعبية مثلا ) ترعاها تنقيبا وجمعا وكذا دراسة وبحثا وتحليلا، وتهيكلها وتطورها وتعمل على إشعاعها وطنيا وعالميا، مع إحياء بصيغة جديدة لمهرجان الفنون الشعبية المقامة بمراكش والتي يجب أن تكون لا مركزية، تقام في كبريات مدن المغرب، وكذا العمل على إحياء من جديد الفرقة الوطنية للرقص الشعبي التي أوقف نشاطها الحسن الثاني لأسباب غير واضحة. فالشعوب عندما تفقد تراثها الفني والثقافي، تفقد هويتها وأصالتها وتاريخها. لذا لابد من العودة إلى الذات تحدوها إرادة قوية للحفاظ على مقوماتها الفنية والثقافية الأصيلتين، وقيمهما الأخلاقية والجمالية الخاصة، دون إغفال المواكبة الحثيثة لما يجري في العالم من تطور علمي وتكنولوجي فني وثقافي. فالعمق الفني والثقافي الحقيقي للمغرب، إنما يتمثل في التنوع الغني لروافده الفنية والثقافية والتي يشكل التراث الشعبي فيها جزءا ذا منزلة خاصة. ولقد بدا واضحا أن من بين مظاهر رقي مجتمع من المجتمعات، احترامه لتراثه الفني والثقافي بمختلف مكوناته وتنوعها، وسعيه إلى الحفاظ عليه. ولقد كان هاجس توحيد الوعي العام أمرا سيكون ذا أهمية قصوى، لو اهتم بالتوحيد في إطار هذا التنوع والتعدد الفني والثقافي.
رحم الله فناننا الكبير محمد رويشة، الطود الشامخ في الأغنية الأمازيغية والعربية المغربية، وأسكنه فسيح جنانه، راجين من الله عز وجل أن يخلفه نجله الصاعد حمد الله، الذي ظهرت وتظهر عليه علامة النبوغ الفني الأصيل في حفل تكريم أبيه في أربعينية وفاته بمسرح محمد الخامس بالرباط مؤخرا، فمن شبه أباه فما ظلم كما يقال. فالتحيا الفنون الشعبية حرة مستقلة، بعيدة عن النظرة الفلكلورية القدحية الضيقة، متمنين من جيلنا الصاعد أن يحافظ على هذه الكنوز الغالية و يعمل على تطويرها وإشعاعها ويمضي بها قدما إلى الأمام.
-------------------
ذ. بنعيسى احسينات - المغرب

شمال افريقيا بعد الثورات..النهضة الامازيغية واندحار الفكر العروبي


الحسن اعبا |
نعم لقد عرف شمال افريقيا عدة توراث وانتفاضات شعبية عمت اغلب هده البلدان.بل تسببت في سقوط انظمة عروبية ديكتاتورية فاسدة مستبدة ودهبت الى غير رجعة.فاستسلم زعماء هده البلدان فهناك من فر بجلده وهرب وهناك من قتل في الحرب والاخر حكم عليه بالمؤبد.لكنها بالمقابل مازالت هده البلدان تشكو من فلول الانطمة السابقة كتونس ومصر باستثناء ليبيا التي تخلص ابنائها من رموز النظام السابق ولم تترك لهم الثورة أي فرصة للنجاة واغلب من هده الشخصيات قتل والاخرون فروا اما في مصر وتونس فلا زالت شعوب هدين البلدين ينتفضون اما في المغرب فلا زالت حركة العشرين
من فبرائر تطالب باصلاح النظام حيث دب الفساد في جميع القطاعات وبقيت الرشوة على حالها ومازال المفسدون يسيطرون على الوزاراة والقطاعات الهامة اما في الجزائر فليس هناك تغيير يدكر فلا زال الحزب العسكري هو الحاكم رغم الانتخابات المزورة التي عرفها هدا البلد في السنوات الاخيرة.نعم لقد فشل الفكر العروبي في شمال افريقيا وهو في طريقه الى الزوال.وعلى العكس من دلك فقد عرف شمال افريقيا بعد التوراث ظهور وبروز عدة جمعيات ومنظمات امازيغية وخاصة في ليبيا التي عرفت في عهد النظام البائد مايسمى بتعريب الليبييين لكن بعد الاطاحة بزعيم القوميين
العروبيين والدي يعد من احد تلاميد جمال عبد الناصر الا وهو معمر القدافي المغتال تفاجا الجميع من تلك النهضة الامازيغية التي انبعتت من الاراضي الليبية فاسست عدة جمعيات تقافية امازيغية وظهرت على السطح العديد من الجرائد الاكترونية والورقية الامازيغية في هدا البلد حيث تبين للمتقفين وللباحثين بان الامازيغ في ليبيا قوة لايجب ان نستهين بها.اما في تونس فرغم التعريب الخشن الدي تعرضت له هدا البلد الامازيغي الشقيق فقد تبين لنا بوضوح ان هناك العديد من الجمعيات الامازيغية بالاضافة الى جرائد لايستهان بها تدافع على الهوية الامازيغية ولم
يتاتى دلك الا بعد سقوط الطاغية بن علي الدي فر بجلده الى السعودية التي اصبحت ملجا للحكام الفاريين المستبدين.اما في المغرب والجزائر فالحركة الامازيغية في هدين البلدين قديمة والجرائد الامازيغية سواء الورقية او الاكترونية فتعد بالعشرات ودلك راجع الى وصعية هدين البلدين.وكخلاصة عامة..فان الفكر العروبي قد بدا يفقد روحه اما فشله فيرجع الى عدة اسباب.اولا.لانه فكر ؤحادي الاجانب..دين واحد..لغة واحدة..فكر واحد.اي العروبة والاسلام وثانيا لانه يتكل كليا على الغرب بل اصبح تابعا وعبيدا وتحث سيطرة الدول الغربية..وتالثا لقد سقط لان شمال
افريقيا ليس واقعه حيث تناسى وتجاهل السكان الاصليين الدين هم الامازيغ ولم يعترف بجميع الابعاد والاتنيات السائدة في هده البلدان.رابعا ظهور الحركة الامازيغية التي توسعت لتشمل ادغال افريقيا كالطوارق من مالي الدين استطاعوا الاستيلاء على شمال هدا البلد بعد ان فشلت جميع المفاوضات التي ابتدات عند نهاية الستينات من القرن الماضي...ان هدا المجال المتسع للحركة الامازيغية سيغني كثيرا الكونكريس العالمي الامازيغي وستظهر احزاب امازيغية بامتياز والتي ستسحب البساط تحث اقدام الفكر العروبي.

ؤسان..

بقلم الحسن اعبا |
ان المقصود.ب.ؤسان.هنا بالمفهوم الشعبي الامازيغي هي الايام..و .ؤسان هو جمع وفردها.اس.وهو كما قلنا اليوم الدي يشمل النهار والليل..والنهار هو..ازال..والليل..ييض..والشعب الامازيغي كغيره من الشعوب الاخرى في العالم لقد وضعوا لكل متغيرات الزمن اسما خاصا.فالقرن عند الامازيغ مثلا يسمى..تاسوت..والتي تعني مائة سنة.ومائة في القاموس الامازيغي هي..تيميضي..اي تيميضي ن ؤسكاس والتي تعني القرن اما اسكاس الدي يعني الحول ..العام..او السنة فيحتوي على اثنا عشر شهرا اما المقصود بالشهر عند الامازيغ فهو..ايور..والتي تعني القمر كما تعني الشهر نفسه وهدا الاخير
يحتوي على اربعة اسابيع والاسبوع في المفهوم الشعبي الامازيغي هو..ءيمالاس..الدي يحتوي بدوره على سبعة ايام..واليوم كما قلنا في النهاية هو ..اس..اما اليوم نفسه يحوي الليل والنهار..ييض وازال..وعنه يقول احد الشعراء القدماء.
ؤالله ءينعلك ايازال ءينيك ءيشا ييض
ان المقصود بالليل والنهار هنا او ييض وازال..هو دلك الصراع القائم بين الخير والشر..فالخير هو النهار والليل هو الرمز الى الشر.. ادا هناك ضوء وهناك ظلام..هناك حق وهناك باطل..كما قسم الامازيغ الزمن الى اربعة فصول..ويطلق على الفصل بالمفهوم الشعبي الامازيغي..ازمز..والجمع ..ءيزماز..ان اليوم او..اس..في المفهوم الشعبي الامازيغي بايت واوزكيت له عدة دلالات ورموز مختلفة..فنقول مثلا..ءيزد ايناك ءيطفار واس نك..ويدل هدا المثل الشعبي السائد بايت واوزكيت على دلك الانسان الدي يقف امام الجماعة ولا يحترم اداب الجلوس..وهناك ايضا مثل اخر..ءيحلا واس
نس..والمقصود بدلك هو يوم السعد اما المثل القائل..ءيخشن واس نس...فهو عكس المثل السابق فيدل على التشاؤم والاحباط الى غير دلك..ايرحم ربي ارلكازاد نغد تمغارت اد ءيوي واس نس..ويقال لعائلة الفقيد او الميت عندما تنتهي ايامه..نعم ان الامازيغ اعطو لكل يوم من الايام السبعة مكانة هامة وهناك امثلة كثيرة واقوال تدل كلها على اهمية هده الايام او ؤسان..ومن بينها..
هناك...لتنين ن ءيتناين..والمقصود ب ..ءيتناين..هنا الموكب الدي يرافق العروسة الى دار زوجها..تلاتا..ن ءيتلاتن...المقصود ب ..ءيتلاتن..التجار ودوي الحرف..لارباع..ن ءيرباعن...ءيرباعن هنا تجار الشعير والقمح...لخميس ن ءيخماسن...ءيخماسن هم الفلاحين..لجاماع ن ءيجماعن...ءيجماعن...هم اعيان القبيلة...سبت ن ءيسباتن...ءيسباتن هم اليهود...لحد ن ءيحدادن..الحداد بالمفهوم الامازيغي هو امزيل وجمعه..ءيمزيلن أي الحدادين.. اما الايام في الاشعار الامازيغية القديمة فهي كثيرة واليكم هده الابيات التي تدل على اهمية اليوم او..اس..
تكا دونيت اسطا كون ؤسان ءيفالان
كون ءيزماز ؤزال ءيك ؤنزار اغانين
أي ان الدنيا مثلها مثل النسيج والايام هي الخيوط والفصول مثل الحديد والمطر مثل القصب..
ويقول اخر
اهان ؤسان زوند تاكوت حينا ساتاغنت
اهان ؤسان كاغ ءيزوزور يان ءيغاس نمنت
ءيغ ؤراس نيمنت ءيكن غ تاما ن ؤتيف
أي ان الايام مثلها مثل السحاب فانها تمر مثل السحاب فما عليك الا ان تجتهد لكي لا تدهب ايامك هكدا
وكما ان الشعوب في العالم قد وضعت اسما خاصا لكل يوم فان الامازيغ قد فعلوا دلك من قبل حيث اعطو لكل يوم اسما خاصا..ففي القواميس الامازيغية نجد ان اسماء هده الايام موجودة رغم قضية التعريب التي سادت في شمال افريقيا الى اليوم حيث نجد مثلا اسم خاص لكل يوم انظلاقا من يوم الاتنين الى يوم الاحد حيث نجد
..اريم..ارام..اهاد..اموهاد..سام..صاد..اشور
او
ايناس..اسيواس..اكساس..اكواس..اسيمواس..اسيضياس
يتبع ..

أغنية عذبة "الكاهنة"

بواسطة : آفر برس بتاريخ الخميس، 14 يونيو 2012 | 1:49 م


هوية للبيع تحت الطلب


لكم هي المرات العديدة التي مرت بي وأنا منتش بوهم المعرفة، حيث يوهمني الاستنتاج بامتلاك معرفة ما، لنسميها اقتطاع قطعة من عالم الجهل والخبايا. لا مبرر لذلك الانتشاء بالمعرفة إلا فقداني لها. فكلما قرأت أكثر عرفت أكثر وفهمت أن بعض المعارف ليست سوى تقديرات قد تصدق وقد تخيب.
ولطالما جرني الفضول للبحث في غياهب التاريخ القديم، وتشكل الحياة وتبلور المجتمعات، وبما أنني أمازيغي عاش في بيئة مغاربية شدني الفضول لماضي الجماعة البشرية التي أنتمي إليها، خاصة في ظل الخصام الرسمي مع ذاك الماضي حيث أريد للهوية العربية أن تكون لها اليد العليا، فكرست لغاياتها كراسات المدارس لتكتسح كل المواد الأدبية حتى أصبح الأدب ذميا في تلك المناهج، لا يسلك مسلكا حتى يؤدي جزية الإجلال لطيف العروبة.
حينها أخذني الزهو بمعارفي وغردت مع السرب أن العروبة هي تاج التطور الثقافي وأن الانحطاط الذي نعيشه اليوم ماهو إلا استثناء وسط التآمر الدولي، كيف لا وقصائد المعلقات تجعلك تشعر بالعجز أمام كل تلك الهالة التي أحيطت بها، أو روعة وجمالية اللغة العربية التي روعتني قواعدها وجعل الأستاذ منها قدسا من الأقداس التي لا يلم بها إلا قديس... ولا تزال الأبحاث "الغربية" التي تخلص إلى أن العربية هي الورقة الرابحة في نشر التكنولوجيا والعلوم تتقاطر بين الأتباع، وقد ارتويت من تلك المعارف المؤقتة وكنت لها نصيرا. نعم، كذلك انتشيت بالمعرفة التي كانت تلقى إلي بيسر، وكذلك زاد زملائي القدامى شبرا وخطوات على ذلك. ولعلنا اليوم قد نتجادل بكل جدية وبهيجان: هل تتفوق العربية على نظيراتها الغربية والشرقية في توفير الوسيلة الأنجع لثورة التعقيدات المصطلحية المتنامية؟ سؤال سيجيب عنه الأتباع ببسمة ماكرة: "وهل هذا سؤال جدي؟".. ثم نحصل على عرض في الاشتقاق وإمكانياته، وعن الأسماء التي استعارها الغرب وعن الريادة العالمية التي وسمت اللغة العربية في الماضي القريب. وقد نخلص إلى أن المصطلحات العلمية تواجه محنة كبيرة لأن الغرب لا يود رؤية تلك الحقيقة ونجزم بأن حضارة الغرب فقاعة صابون وأن الجوهر بين أيدينا كما كنا، فنحن نمتلك اللغة التي تفتح لنا كل الآفاق العلمية. غير أننا لا نتحدث بها ولا نفكر بها ولا نحلم بها.

لقد تمكنت اللغة العربية من التطور بشكل لافت حيث تخطت حدودها الطبيعية في الجزيرة العربية لتصبح المنطقة الأصلية أقلية هامشية مقارنة بمنطقة الأنتشار، لا بل أن لها أمجادا لا تَغبَر رغم مرور الدهر. فتلك اللغة التي كان يمزجها البدوي الأمي في الصحاري ليصقلها أبياتا مرتبة ويجعل منها مزارا حضاريا منفردا في عالم البدو، أتت لتحل محل أقدم الكتابات في سومر ومصر وفينيقيا. ولقد كان للعربية وطأة وحظوة كبرى بحيث انقلب كتبة ومهندسوا أبناء تلك الشعوب ليعلنوا أنفسهم فاتحين مُمَجدين فتحوا ديارهم وتفوقوا على أسلافهم، واختفى المنهزمون و"المفتوحون"، لا تسمع لهم قيلا ولا قال حتى يلمحوا هرما أو معلما فتراهم كمن استفاق من نوبة صرع يشيرون لأنفسهم نحن .. نحن بنينا وشيدنا نحن فعلنا... ثم يتداركون  "ذلك ما فعلنا قبل أن نحل فاتحين هنا". فيرتفع الصخب وتزكى الخطب. فكل شيء ممكن في قانون الهوى والكلام.
نتجاوز دراما وملاحم الهوية الهلامية، وأحل بكم في بلاد البربر الأمازيغ. فمن نحن؟ ومن أصبحنا؟
مجموعة بشرية سكنت أراض من شمال إفريقيا، تحدثت لغة نسميها أمازيغية، تحولت لشعوب مغاربية. فكيف؟
لقد كنا أبطالا من العيار الثقيل، لقد حاربنا الفينيق والرومان والأغريق، حاربنا الوندال والعرب والفرنسيس والأسبان. سطرنا أمجادا في كتب أحرقها الغزاة، ولما جاءنا الأسلام كنا أصحاب فراسة وكنا أحكم الأنام. فتبنينا الأسلام وحاربنا الأصنام، وشيدنا على عادتنا صرح التقدم والازدهار، وأصبح البربر -لما حباهم الله- من علية الأقوام، يرسلون كل أسبوع رائدا للفضاء على ظهر بعير.. عبر الجبال البرية متنكرين للمدنية التي لم تتشرف بعد بمعرفتهم.

تمكن جيل من الاستقرار في المدينة واستمدن وفطن لبهتان طبالي البربر الذي يطبلون لازدهار غير موجود، واستداروا مع الريح لوجهة أعلى، وكتبوا على الصفحة الأولى "نحن ابناء الفاتحين جئنا بالنور المبين فأنرنا مداشرنا ومدائننا وتخلف البربر عنا فنفروا فنفرنا، وغدونا نعرف أن البربرية لم تفتح لا قارة ولا بلدة ولا حتى كتابا، ففهم كثير منهم واهتدوا للهدى واستعصى بعض الخارجين عن المنطق السليم، وتشبثوا بهوية متهاوية وبين هذا وذاك انبرى مؤرخوا وسياسيوا ووعاظ النفس الأخير ليدلوا ببيان تصحيح وتصويب "لخطئ خارج عن إرادتنا كنا بربرا دون استشارتنا إلى إن جاءتنا العروبة في شكل فارس يحمل الجزرة على يمينه والسياط على يساره فلانت قلوبنا للحق المبين واستعربنا للرمق الأخير، وما فلولنا إلا أطياف من ماض مرير، ونشاز عن قانون التزلف للأقوى والتلون بلون المنتصر وإن لم نر النصر إلا في أفلام ملاحمنا وما نظمنا من معلقاتنا، فبارك الله مجدنا، وكان في عون من لم يقتدي بنا".
وها نحن اليوم من جهة أمام عرب لا غبار على عروبتهم وعرب بعد تقويم خطأ انتمائهم البربري في مكاتب الحالة المدنية المجاورة، ومن جهة أخرى أمام بربر بالكاد يملكون بطائق هوية وطنية لا يهمهم ماكانوا وما يكونون وآخرون بربر يعلنونها عصيانا اجتماعيا "نحن أمازيغ" وإن اصبحنا أقلية. لكن هؤلاء الأمازيغ يهددون الوحدة الوطنية لا يسمون أنفسهم عربا من باب العنصرية. عملاء فرنسا والأمريكان واسرائيل وبني عِلمان. فنحن العرب ناضلنا ضد فرنسا واسبانيا والطليان من داخل جيوشها وتحت إمرة كتائبها ضد جمهورية الريف وحمو زيان، والتحمنا بأب الأوطان جلالة السلطان وكنا للديموقراطية والشرعية الانتخابية خير سند وبنيان. وحق لنا أن نستأسد بالمقررات الدراسية ونطبع ما اشتهت مصالحنا ونختار العنوان.

لكن الأصعب من أن تنحت إلاها له أتباع وتنصبه آمرا في معبد على لسان سدنته، هو أن تجد إلاها لا يمرر رغبات الرهبان ولا يرضخ لشروط الأنسان. لكن إلاها دون عباد ملك دون ملكوت. إما ان كنت تخال أنك فيلسوف زمانك وتنتشي بعقلانية قناعاتك عن حق فادخل مجالا لا  تحتمل فيه المعرفة عدة قراءات وأرِ نفسك قدر علمك، لتعلم أن تلك المعارف التي لا تسموا إلى مرتبة الحقيقة إلا بين أتباعها ومريديها ماهي إلا معارف وهمية لا تصلح إلا للقناعات المجتمعية والذاتية. وما أكثرها.

أهل الكهف أمازيغ من تونس


أمازيغ تونس و تاريخهم الصحيح


أغنية ثورية أمازيغية تونسية


أسئلة الهوية.. / بنعيسى احسينات - المغرب

بواسطة : آفر برس بتاريخ الأربعاء، 13 يونيو 2012 | 7:52 ص

من نحن في هذا الكون؟؟

من نكون في عالم مجنون؟؟

أين نحن من الحركة والسكون؟؟
نبحث عن مكان لنا في كمون.
غارقون في اللذة والمجون.

عصر العولمة يسحقنا..

الكوكلة(1)تسكن شراييننا..

الماكدونالدية(2) تغذي أحشاءنا..

تحت رحمة المركنة(3) حياتنا..

هواء الغربنة(4) تنفسنا..

لغة العم سامية(5) كلامنا..
بالشكسبيربة(6) يقوم تفكيرنا..

لغة الإليزية(7) خطابنا..

بكلمات ديكارتية(8)نسوغ أساليبنا..

بلغة جوتية(9) نقرأ فلسفتنا..

بأساليب نازية نعبر عن طموحنا..

بالفلسفة اليونانية نحاكم أفكارنا..

تخترقنا الثقافات ويضيع أصلنا..

نحتقر لغتنا ونتباهى بلغة غيرنا..

فأمست العولمة اليوم دنيانا وديننا.


من نحن في هذا الكون؟؟

من نكون في عالم مجنون؟؟

أين نحن من الحركة والسكون؟؟
نبحث عن مكان لنا في كمون.

غارقون في اللذة والمجون.


لقد فقدنا يا إخوتي الهوية..

تحولنا إلى كتلة نمطية..

في عالم الأشباح المحنطة..

غارقة في دم الأصولية..
غائبة في وهم الصوفية..

تحركها مصالح واهية..
لا أساس لها في العقلانية..

ولا مكان لها في التجريبية..

لم نعد نطرح سؤال الماهية..

أصبحنا خرفانا تتبع الماشية..

رعاتنا باعوا مصيرنا للطاغية..

بالثبوت على العروش الفانية..

وبحياة البذخ والرجس الشيطانية..

في زحام الحضارات التائهة..

نبحث عن الهوية الضائعة.


من نحن في هذا الكون؟؟

من نكون في عالم مجنون؟؟

أين نحن من الحركة والسكون؟؟

نبحث عن مكان لنا في كمون.

غارقون في اللذة والمجون.
نعيش حرب الأصوليات..

في زمن الجشع والتقنيات..

في زمن التقليد والمعجزات..
اختلطت فيه قيم المعتقدات..

استبيح فيه شرف البنات والأمهات..

راجت فيه تعاطي المخدرات..

في صفوف البنين والبنات..

سادت فيه روح التشنجات..
هيمنت فيه بؤر الصراعات..

ضاع الحق وساد منطق الموبقات..
مسخ وعمى واستنساخ المعلبات..
ضاع الإنسان في ظل الحيثيات..

افتقد ظله وتملكته يدا الإشاعات.

باع نفسه للذل خارج الحسابات..

ليموت غريب الأهل والذكريات.


من نحن في هذا الكون؟؟

من نكون في عالم مجنون؟؟

أين نحن من الحركة والسكون؟؟

نبحث عن مكان لنا في كمون.

غارقون في اللذة والمجون.


بالسلبية القاتلة تتسم ردود أفعالنا..
بالحوارات الملتوية نبني أساليبنا

من الانتهازية نغرف مواقفنا..

إلى المصداقية تفتقر عقولنا..
بالارتجالية دوما نواجه مشاكلنا..
إلى الكراهية نحول حبنا لبعضنا..

نتقاتل.. بوحشية نسفك دماءنا..

في البرية الواسعة ينتشر ريحنا..

في سوق البشرية نفقد هويتنا..

من التبعية لم نتمكن من تحررنا..

من الاتكالية لم يتخلص قدرنا..

بالجهل.. بالتواطؤ نخدم أعداءنا..

بالخضوع الأبدي نستسلم لحكامنا..
بالاستسلام الدائم نبني مواقفنا..

فنفقد من نحن ومن نكون بكليتنا.


من نحن في هذا الكون؟؟

من نكون في عالم مجنون؟؟

أين نحن من الحركة والسكون؟؟

نبحث عن مكان لنا في كمون.

غارقون في اللذة والمجون.

-------------
بنعيسى احسينات - المغرب
_____________________________

1. الكوكلة: نسبة إلى كوكاكولا المشروب الغازي الأمريكي.

2. الماكدونالدية: نسبة إلى أكلة ماكدونالد الأمريكية.

3. المركنة: نسبة إلى أمريكا.

4. الغربنة: نسبة إلى الغرب.

5. العم سامية: نسبة إلى العم سام(أمريكا).

6. شكسبيربة: نسبة إلى شيكسبير الشاعر الإنجليزي(اللغة الإنجليزية).

7. الإليزية: نسبة إلى القصر الإيليزي الفرنسي( اللغة الفرنسية).

8. ديكارتية: نسبة إلى ديكارت الفيلسوف الفرنسي.

9. جوتية: نسبة إلى الشاعر الألماني جوته.

Test

Test

Health